الخميس، 1 أكتوبر 2009

ضمير للبيع

بعني

ومن يسئلك قُل

بعتُ الضمير لكي أعيش

لكن أهل تلقى بذي الأيام من يشري الضمائر

من يشتري والناس ليس ينصتون الى هتافات الضمير

آهٍ من الزمنِ الحقيرْ

كم قُلت لك ياصاحبي أهجر أحاديث السياسه

واجري وراء الصاعدين الى الرئاسه

لايُحرجنَّك أن يقولوا أنت قد بعت الضمير

فلأنت في زمنٍ جديدٍ انه زمنُ النخاسه

زمنٌ به غدت النزاهة كالبضاعه

زمن به السلطات أضحت كالبضاعه

ياللفضاعه

وكما يُقال

حشرٌ لعيدٍ والأنام

بعني وعش

فالناس قد باعوا وعاشوا

أو فالقني ان شئت وسطَ المهملات

ياصاحبي

لاألفينَّك تُلقي نفسك في متاهات الحياة

بعني وابدلني بمأوىً في تأوي والصغار

يحميك من برد الشتاءْ

أو ان تشأ فالقيني وسط المهملات

إذ أنت لن تلقى بذي الأيام من يشري الضمائرْ

الأحد، 21 يونيو 2009

فاض شوق الروح

  • فاضَ شوقُ الروحِ لمَّا إنعطفا**** ركْبُنا للكرخِ ساعاتِ المَسا
  • فغَدا للروحِ ميناءُ الوفا فيهِ هذا القلبُ فلكٌ قدْ رسى
  • هامت الروح (بصوب) الكرخِ لا تبغي غيرَ الكرخِ مأوىً للغرامْ
  • باسمه القلبُ نشيداً قد تلا ولرؤياهُ على الوجهِ ابتسامْ
  • هوَ بدرٌ ضلمةُ العمرِ جلا مُذ للبِّ اللُبِّ قد أضحى مقامْ
  • قلبي عصفورٌ بكفَّيه غفا وسماءٌ كان فيها الكنَّسا
  • أفهَلْ إلاهُ للجرحِ شِفا هوَ فكرٌ حلَّ وسطَ الأرؤسا
  • بيتُ من أهواهُ في ذاكَ المكانْ إنَّ في رؤياهُ للروحِ المنى
  • حسنهُ يامن تسلْ حسنَ الجنانْ طاولَ العَليا اعتلاءً وسَنا

  • وحناناً ليسَ يحكيهِ الحنانْ أنا قدْ كنتُ هوَ وهْوَ أنا
  • هوَ لمْ يخفى ولكن قد خفا إذ لهذي الروح أضحى النَّفَسا
  • وهْوَ أصفى من لُجينٍ قد صفا مثلُ ذاكَ النجمَ شقَّ الحَندَسا
  • قسماً في من سعى واعتمرا وبمَنْ مِنْ بئرِ زمزمْ شربا
  • وبمنْ حلَّقَ أو قدْ قصَّرا وبمن مرَّ (بثورٍ ) و( قِبا)
  • وبأمِّ الروحِ بلْ أمِّ القُرى وبمنْ يقرأ فيها الكُتبا
  • وبمنْ في عرفاتٍ وقفا واكتسى الطورُ بما فيه اكتسى
  • إنَّ في الروحِ حنيناً قد طَفا ليسَ للشامِ ولا الاندلسا
  • إنَّما كانَ اشتياقي وحنيني نحو ذاك البيتِ في أمِّ القُرى
  • لهُ حبَّا قد جرى ماءُ شؤوني ولهُ قلبي من الصدرِ سرى
  • إنَّ رؤياهُ غدت قرَّةُ عيني بل غدى في ناضريَّ المِحْجَرا
  • أيُّها الساعون مابينَ الصفا أذكرونا فعسى ألفَ عسى
  • أن ننلْ مانلتمُ من شَرفا فيصيرُ العمرُ صبحاً مشمِسا

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

حسين المجد والمجد حسين


أيَّنما أمضي أراكْ
ياقتيلاً لمْ تَزلْ تجري دماكْ
في عروقي .... وعلى الأرضِ ... وفي الآفاقِ
في كلِّ المشاعرْ
أيُّها الصوتُ الذي يهتفُ في كلِّ الحناجرْ
يانخيلاً رفعَ الهامَ على طولِ الزمانْ
أفهلْ تجعلْكَ تحني الهامَ هاتيكَ العساكرْ
يافراتاً لم يزلْ يجري ويجري
أفهل يوقفكَ غدرُ الحقدِ أو حقداً لغادِر
ْأيُّها الشمسُ التي تبزغُ في كبدِ السماءْ
أفهلْ يحجبُ ذاكَ النور كفُّ السفهاءْ
أيُّها الحامل فوقَ النحرِ أحرار الحياة
ياحياةً ليسَ يدنوها المماتْ
أيُّها الحامل في صدركَ أسرارَ النبوءات القديمه
ومزاميرَ جميع الانبياءْ
فإذا مارُتِّلتْ في شفتيكَ الآي يبن الطاهرينْ
خشعتْ كلُّ قلوب الناس حتَّى وقعوا في الساجدينْ
أيَّ قلبٍ قد حوى صدرُكَ ياسبطَ ختام المرسلينْ
ذلكَ القلبُ الذي قد علَّمَ الكونَ تراتيلَ الفداء...... وترانيمَ الإباءْ
أيَّ نفسٍ فيكَ ياقائدَ ركبَ الشهداءْ
أيُّها الفاتح بابَ المجدِ والخُلدِ بكفٍّ أصبحت فيها الدماءْ
آيةً للمبصرينْ
فليمرُّ الدهر ولتمضي السنينْ
سوف يبقى اسمكَ رمزاً عبَّدَ الدربَ لكلِّ الثائرين
فحُسينُ المجدُ والمجدُ حسين وحسينُ الخُلدُ والخُلدُ حسينْ

الاثنين، 1 يونيو 2009

اشراقة الغدير

شوقٌ يفيض وبعض الشوق جبارُ بل قد حكاهُ بيوم البين اعصارُ
شوقٌ تآخى ودمعَ العينِ فانبجسا عينينِ ماء وأخرى وصفها نارُ
والشوقُ بالوصفِ ليسَ الوصفُ يدركهُ أنَّى يحطهُ إذاً سمعٌ وإبصارُ
بركانُ إن ثارَ لاتحصى له حممٌ طوفانُ نوحٍ وذي الاحشاءُ كفَّارُ
لمَّا سرى ضعنُ من اهواهُ في سحرٍ سارَ الفؤادُ مع الاضعانِ إذ ساروا
حتَّى اذا صالَ جيشُ الفجر وانتصرت جندُ النهار وجندُ الليلِ فرارُ
سائلتُ نفسي ألا ركباً فادركهم أم هل على عاديات الدهر انصارُ
حتَّى إذا لم أجد ركباً ليحملني ضاقت عليَّ برحبِ الارض ديَّارُ
من لي بدربي سوى الاقدام راحلتي والشوق زادي وذاك الشوق جبَّارُ
حتَّى إذا صابني في رحلتي نصبٌ لاماءَ عندي وغابت عنِّي آثارُ
جالت عيوني على الآفاق باحثةً عن ملجأٍ فيهِ ماءٌ لستُ احتارُ
هذا غديرُ مياهٍ بتُّ أنضرهُ فاقَ الجمالُ به حفتهُ اشجارُ
نحوَ الغدير مضيتُ اليوم هرولةً روَّيتُ نفسي وعادت فيَّ أفكارُ
لمَّا ( بخُمٍ) بامرِ الحقِّ أوقفهمْ طه الأمينُ من الرحمن مختارُ
نادى فمن كنتُ مولاهُ أبو حسنٌ مولاهُ وهوَ بيومِ الزحفِ كرارُ
بدرٌ يضيءُ طريقَ الناسِ في دلجٍ إن ساروا فيهِ فماتاهو ولاحاروا
روضٌ إذا مااتاهُ القلبُ مكتئباً لم يلقى من دونِ روضِ الله أسوارُ
كلُّ الجمالِ بذاكَ الروضِ مجتمعٌ كلٌّ وكلٌّ ولاتحصيهِ أشعارُ
كلُّ المشاهدِ قد باتت شواهده سلْ عنه بدراً بها الامجاد أخبارُ
كم قدَّ هامات جندَ الكفرُ فانكسرت ذئبٌ إذا صالَ منه المعزُ فرِّارُ
وبابُ خيبرَ جلَّت كفُّ قالعهِ لا مااستعانَ بغيرِ الله انصارُ
والمجدُ للكفِّ لاللسيفَ نعرفهُ إنَّ الحسامَ بفضلِ الكفِّ بتَّارُ
مولايَ ياكهفَ نفسي أنتَ معتمدي دوماً إذا عصفت ريحٌ واعصارُ
غثني فداكَ بجودٍ أنت مصدرهُ فكفكُ البحرُ قلبي ملؤهُ نارُ
اخمد فديتكَ جمر القلبَ ياأملي والجمرُ يُخمدُ إن يمسسهُ تيَّارُ
أسعف فديتكَ بالالهام خاطرتي كي اتلوا من بعضِ ماسطرتَ أسفارُ
نهجُ البلاغة ماذا فيه من عبقٍ سحرٌ وقيلَ من الالفاض إسحارُ
درٌّ من القولِ لادرَّاً يشاكلهُ حسنٌ جمالٌ ولاتحصيه أشعارُ
لفظٌ هوَ النهجُ في هذي الحياةِ وقدْ أضحى كبحرٍ وباقي اللفظ أغوارُ
والفخرُ للفكرِ لاللفظ ندركهُ كالغيث يسقي فتعطي الارض أثمارُ
ياسيَّدَ اللفظ ألفاظي اذا عجزت عن مدحِ شخصكَ أبغي منكَ إعذارُ
الشمسُ تحرقُ إن يدنوا لها جسدٌ لكن إذا مادَنى تعطيهِ انوارُ
والبحرُ يُغرقُ من يدنو بلا سفنٍ لكنَّ شوقي أرادَ اليومَ إبحارُ
حتَّى إذا تهتُ وسطَ البحر مضطرباً ناديتُ غثني فإني جنبكم جارُ

قرارات قد تكون بها رجعة

قرار
منذُ هذا اليوم أصدرتُ القرارلن أستقيم
فقد اكتشفت وبعد أن مرَّ الخريف بعمري الموبوء أن الانحناء
هو أقصر الطرق التي توصلك نحو الإنتهاء
ولذا فقد اصدرت هاتيك القرار لن أستقيم
قرار
لم يبقي عندي مما ملكت سوى بصيصٍ من ضمير
قررتُ ان امضي الى سوق النخاسة كي أبيع
لكنِّي شاهدتُ العجب
فلقد رأيت السوق في وضع الكساد
ولم أجد من يشتري
لكن وجدتُ كثير ممن قد يبيع
ولذا فقد أصدرت هاتيك القرار واحتفض فيما تبقى
من ضميري ولن أبيع
قرار
قررت ان أرمي ملفات اغتيال أبي وجدي والعشيرة في مهبِّ الريح
فأنا امرىءٌ قلبي رقيق
لا لن أطالب قاتلي بدمي
ولن امنعَ موكب السراق من ان يأخذوا من داري بعض
حقوقهم يالصُّ لاتعلوا الجدار
وهاك مفتاح الديارماشئتَ أن تاخذ فخذ فأنا وأنتَ على اتفاق

صوت الضمير ( مسرحية شعرية)


تمهيد
وهناكَ ..............في الأمسِ القريبْ والحقُّ مهضومٌ كئيبٌ فوقَ أعمدة الصليب
ْ
وهناكَ في الأمس القريبْ وسليلُ ماضغةَ الكبود يريدُ أن يرمي بنور الشمس في أفق

ِ المغيبْ وهناكَ في الأمس القريبْ هجمَ الجرادُ على حقول القمح واحترقت بساتين

النخيلْ وضجَّ ينتحبُ الفراتْ حتَّى تغيَّر كلَُ معنى في الحياة فالحبُّ لاطعمٌ به

والشوقُ لا طعمٌ به والصبحُ لاطعمُ به والليل لاطعمٌ به لاطعم إلا للمماتْ لكن

َّ أتباع الحقيقةِ بعدَ صبرٍ ثمَّ صبرٍ ثمَّ صبرٍ ثمَّ صبرشاءَ ربُّ الكون ان يفتح لهم

بابَ الفرجْ وأتى الغيثَ دراري بعد ماولَّى زمان الضمأ الموبوء في أرصفة العمر

المكسَّروأنقضى دهرُ الطواغيت وفرَّ الضالمون ولذاقد شكل العدل محاكم ستحاكم حقبة

التاريخ والمجد المزوَّر

المكان : حيث كل مكانٍ هوَ مكانٌ للانسان

الزمان : عندما يكون العدل هو الغالب وغيره مغلوب

أبطال المسرحيَّة : صوتُ الضمير , المدعي العام , القضاة (1 ,2 ,3)

يرفع الستار :يظهر على المسرح جمهور من الناس على جهة والمدعي العام على جهة

والقضاة في وسط المسرح القاضي الأول بعدَ ماولَّى زمانُ الكذبِ والتزوير في كل

ِّ التواريخ القديمه ومضى دهرٌ به ذاتُ الذي يروي التواريخ لئيمه عندما تعتذرُ الذات

على كلِّ جريمه راح ذاك الدهرُ ..... ولَّى جرسُ الانصاف دقْ وأتت محكمة التاريخ

كي تحكم بحقْ وأتى فُلكُ الحقيقه شقَّ في البحر طريقه القاضي الثاني : لسنا بعد الآن

نسمع لاعتذاراتٍ على سفك الدماءْسوف تبدأ جلسات الحق كي تحكم بانواع القضايا

ستعاقب لخطايا .... وستكشف عن خفايا خبئتها صحفُ التاريخ دهرا ولكم قال دعاة الحق

صبراالقاضي الثالث : اننا الآن بوقتٍ أعلنت فيه هتافاتُ الخليقه إننا نبغي الحقيقه ...

. إننا نبغي الحقيقه القاضي الأول: باسم الله والحق إنا سوف نعمل ونناضل وستبدأ هيئة

التحقيق لاتُسأل ولكن ستسائل سوف نستخدم صلاحياتنا ضدَّ الذي قد كان باطلْ نحن

ُ لانستخدم السوط ولكن عندنا خير معاولْ سنحطِّم فيها ماقد شادَ قبلُ الضالمون

وسنكنسهم بهاتيك المزابلْ جمِّعوهم ...... قيِّدوهم ....... وقفوهُم
(
يدخل حراس المحكمة وهم يسحبون جمع من البشر ذوي الوجوه السوداء)

يدير القاضي وجهه اليهم)

أوهل كنتم تضنون بأنَّ الحقَّ لايعلواخسئتم إنّه يعلو ويعلو ولأنتم تعلمون غير أن لم

تصبروا بل غركم ماتكسبون ولكم شدتم صروحاً فوق أجداث العباد فاستحال اليوم ماشدتم

هباءً ورماد( يدير وجهه صوب المدعي العام)أيُّها المدّعي فانهض واتلو باسم الحقّ

ِ ماتتلو ورتِّل قبل أن تتلو كلامك بعض آيات الكتاب المدعي (ينهض) : سيدي القاضي

باسم الله والعدل سأبدأوسأتلو آية الفتح وبعد الحمد أقرأ( يتلو سورة الفاتحة وآية

الفتح)سيدي القاضي لأني المدعي العام فاني أجو ان تقبلوا من عندي اعتذارإنني لمَّا

اطالب بحقوق الأمس إنما انصرُ أتباع الحقيقه إنني اطلب منكم تسمعون وسأعرض لكم

ماسوف اعرض ولانتم تحكمون القاضي الأول :أيُّها المدعي فاعرض ماتشاءوسنحكم

وفق آيات كتابٍ سنَّهُ ربُّ السماءْالمدَّعي :سيدي القاضي سأعرض لكم بضع نماذج

لستُ أعرض لكم الأشخاص كلا سوف أعرض لكمُ لبَّ القضايا والجواهرنتباحث فيها

بالمنطق حتَّى نأخذ الحقَّ لمن قد ضلموهُالقاضي الأول : أمَّا من كان من الظلاَّم

نوقفه هنانسمع منه ثمَّ نلقي الحجة اليوم عليه القاضي الثاني :اننا لن نتهاون ... لا ولسنا

نتراخى وسنعطي الحق أهل الحق دوماًالقاضي الثالث :إننا لاشيء نبغي غير اظهار

الحقيقه ثمَّ رفض الضالمين إنهم قد بلغوا الطغيان حتَّى أصبحوا في الهالكينالمدعي العام

: سادتي أنتمُ نبراس الحقيقه وبكم ينتصرُ المضلوم دوماًوبكم يردعُ ضالمْسادتي كم من ح

وادث في تواريخ الشعوب لم تدونها أكفُّ الكاتبين وحوادث قُلبت فيها الحقائقأو فقل قد

قلبوها وفق أمر الحاكمينْالقاضي الأول : فهنا قد أصبح المسروق سارق وهنا قد أصبح

المقتول قاتل وهناك أصبح الطاغوت خير الناس في ذاك الزمانالمدعي العام: كلّما قلت

ياسيدي القاضي صحيح انهم قد قلبوها وفق اهواء الذين انغمروا في وسط أنهار الأنا

نسجوا من ذي الأنا كلَّ خيوط الحقد والطغيان حتى اطلقوها منذ قارون الى ان وصل

الأمر الى أحقد حاقدالقاضي الأول:منذ ذاك اليوم حتَّى اليوم كم عاثوا فساداًولَكَمْ قد

شوَّهوا وجه العداله القاضي الثاني : ذهبوا كلهم لم يحرزوا غير سيول اللعنات ويحهم

ياليتهم كانوا عدم كان خيرا لهمُ من ذي الحياة القاضي الثالث :انهم قد غرقوا في بحر

حقدٍ لم يحبوا أبدا الا ذواتا لهم كانت جراثيم فسادالقاضي الأول :اسمحوا لي ايها السادة

بعدما طال النقاش ان أقول أيُّها المدعي فاعرض لنا أكبر انموذجَ مضلومٍ على وجه ا

لبسيطه المدعي العام : سوف أعرض لكم ُ الذي كم ضلموه كرة مابين اقدام حشود الحقد

في كلّ زمان تخذوه إنّهُ الشعب العراقي الذي منذ بدايات الخليقه والى ماقبل أن يظهر

يوم العدل مضلومٌ ومنكوبٌ وماكولٌ حقوقه القاضي الاول : أيُّها المدعي قد هيجت في

أحشائنا كل الجراحكم أباح الحقد من الشعب العراقيِّ دماءً لاتباحْ قتلوا الأخيار في كل

ّ مكانٍ فعلوها فعلوها في زمانٍ كلنا كان به في الصامتين القاضي الثاني : قذفوا الشعب

بآتون الحروب فحروباً سحقوا الانسان بها وحروباً دمّروا الفكر بها وحروباً جعلوا الدين

بها مثل اللقيمه وبأفواههم المعفونه يلتاكونها القاضي الثالث : نحن كلا لن ننام مثلما قد نام

قبل النائمون فاذا بالحاكمين وسخوا وجه الوطن خدّروا وسط صدور الشعب هاتيك

الضمائرالمدعي العام : أي وربي قد أناموا عند هذا الشعب في الصدر الضميركذَّبوا كم

كذَّبوا غير أن الشعب قد كان مجبورُ يصدقْصوت من خلف الستار : لم يكونوا مجبرين

إنما كانوا سكوتاً في زمانٍ كان يحتاج الى النطق الجلِّي القضاة والمدعي مجتمعين : انت

من ياصاحب الصوت

تكلَّم الصوت : إنني صوت الحقيقه انني المظلوم دوماً غير أني لم أكن في يوم ظالم انني

صوت الشعوب أنني صوت الضميرالقاضي الأول :كيف ياصوت الضمير نمت أعواما

ً طوالاوهل كانوا يُروونَك مُسكرْ أم تُرى قد صابك السلُّ العظالْ الصوت : أنا أبداً لم

أنم لا ولا في ذات يومٍ سأنامأنتمُ من كان نائم كلَّما أنهضُ فيكم تصفعوني كلّما أهتف

ُ فيكم تسكتونيكلَّما أرفعُ رأسي طالباً ان تصبحوا أحرار كنتم تذبحوني طالما جاملتمُ

باسمي وبعتوني باسواق النخاسه كي تحفوا الركض حُفياً نحو ساحات الرئاسه أخبرونا

من تُرى قد كان نائم المدعي والقضاة مجتمعين : كلُّنا قد كان نائم واذا راعينا وجهاً من

حقيقه سنقول أننا كنا مابين جبان متخاذل أو سكوتاً ينضرون أو حيارى ليس يدرون ماذا

يفعلونالصوت : فإذا إياكمُ اليوم تنامون جميعاً حطّموا اوهام ماشادت بكم هذي الأنا ثمّ

َ قوموا واهتفوا كي تبقوا أحراراً على طول الزمان سوف تبقون على طول الزمان
ْ
يسدل الستار

انتهت

الأربعاء، 4 مارس 2009

تخميس ميمية عبد الرزاق عبد الواحد


من منا لم يقرأها الميمية العصماء لعملاق العراق

عبد الرزاق عبد الواحد

هنا تجرأ حرفي على تخميسها

فمعذرةً لمن كتبت فيه القصيدة أولاً و لمن كتبها ثانياً

ولمن يقرأها ثالثاً

قطعتُ قيوديَ عن معصمي وطارَ بيَ الشوقُ للعلقمي

وقفتُ هنالكَ كالأبكمِ ( قدمتُ وعفوكَ عن مقدمي

كسيراً أسيراً حسيراً ضمي)

أيامن غدى نورُ ربي عليكْ أقدِّمُ روحي وقلبي إليكْ

فخذنيَ عبداً اسيراً لديكْ ( قدمتُ لاحرمُ في رحبتيكْ

فداءٌ لمثواكَ من محرمِ)

أتيتُ وقلبي على الراحتينْ وشوقي غدى يملأ الخافقينْ

علامَ أخبأ شوقاً دفينْ ( فمذ كنتُ طفلاً رأيتُ الحسينْ

مناراً إلى ضوءهِ أنتمي)

فبيني وبينكَ عهداً أمينْ وكنتُ أعدَّكَ انسانَ عينْ

لأني لشخصكَ ملكُ اليمين (فمذ كنتُ طفلاً عرفتُ الحسين

ملاذاً بأسوارهِ أحتمي)

خلقتُ أنا من ترابٍ وطينْ عجنتُ بماءِ الولايةِ حينْ

يقيناً بأني بلغتُ اليقينْ ( فمذ كنتُ طفلاً وجدتُ الحسين

رضاعاً وللآن لم أفطمِ)

فحولكَ مولايَ قلبيَ حامْ وجنبَ ضريحكِ فاحَ الخزامْ

أحنُّ لرؤياكَ مثلَ الحمامْ ( سلامٌ عليكَ فأنتَ السلامْ

وإن كنتَ مختضباً بالدمِ)

حنينَ العطاشى لغيثِ السماء أحنُّ إليكَ أبا الشهداءْ

فديتكَ ياوارثَ الانبياء (فأنتَ الدليلُ إلى الكبرياء

بما ديسَ من صدركَ الأرحمِ)

وإنكَ نبراسُ للثائرين وكهفَ الحقيقةِ للطالبينْ

وجناتُ فردوسَ للخالدينْ (وإنكَ معتصمُ الخائفينْ

يامَن مِنَ الذبحِ لم يعصمِ)

أيا ثمرَ هاشمَ أنتَ الأبي ونجلٌ لفاطمَ وابنُ علي

فقد لاحَ فيكَ صفات الزكي ( سلامٌ عليكَ حفيدَ النبي

وبرعمهِ طبتَ من برعمِ)

لكَ المجدُ وقفٌ ويكفيكَ فخرا ستبقى لواءاً يرفرف دهرا

لأنكَ للصبرِ قد كنتَ صبرا ( وخضتَ وقد ظفرَ الموتُ ظفرا

فما فيهِ للروحِ من مخرمِ)

هتفتَ ويالنعمَ ماقد هتفتْ وكلَّ صروحِ الضلال هدمتْ

لأنكَ معنى المماتِ هزمتْ ( وما دارَ حولكَ بل انتَ درتْ

على الموتِ في زردٍ محكمٍ)

سلامٌ على دمعكَ الدافقِ سلامٌ على دمكَ المُهرقِ

على الآل من راحَ أو من بقي ( سلامٌ على هالةٍ ترتقي

بلألائها مرتقى مريمِ)



*: الابيات بين قوسين هيَ من ميمية عبد الرزاق

كبرياء الصقور

إلى من تسيرُ بصبرٍ طويلْ وقلبٍ عليلٍ وجسمٍ هزيلْ

تسيرُ لوحدكَ وسطَ الطريقْ فتثبتُ حينا وحيناً تميلْ

وترنو بطرفكَ نحو البعيد بعيدٌ مرادكَ كيفَ الوصولْ

وهاقد سقطتَ وما كنتَ تسقطُ لاكن ذهلتَ لأمرٍ جليلْ

تفننَ دهركَ بالنائباتْ ورغماً لانفكَ كانَ القبولْ

فهلا تحملت ذاك المصاب وهلا رزقتَ بصبرٍ جميلْ

دواءٌ هوَ الصبرُ عند المصابْ وبعضُ الدواءٍ لمُرٌّ ثقيل

تعكَّز بعكازِ ذا الاصطبارْ ودع عنكَ ما قيلْ إذ كان قيلْ

بأنكَ ياسيدي ياعراقْ هويتَ على التُربِ ملقىٍ قتيلْ

تناسو بأنكَ مثل الجبال برغمَ العواصفِ ليست تميلْ

وفيكَ غدت كبرياءُ الصقورْ شموخٌ له ينحني المستحيلْ

وأنّى تموت وانتَ الحياةْ وكوثرها في يديكَ يسيلْ

فضمِّد جراحاتكَ النازفاتْ وقم ليسَ في الدهرِ منكَ مثيلْ

برغمِ شذا دمهِ المستباحْ إلى المجدِ يمضي بحملٍ ثقيلْ


للتنويه فقط: لأنَّ القصيدة العمودية التي لاتنتمي
إلى بحرٍ من بحور الشعر لاتعتبر قصيدة عمودية
فإن هذه القصيدة قد كتبت على البحر المتقارب
وتفعيلته( فعولن فعولن فعولن فعول) لذا اقتضى التنويه

غزال في غماس


ليس غير الحب للقلب وطنْ * لا ولاغير الهوى للروح ذاتْ


مذ سرى قلبي بأفلاك الغرامْ

أبصرَ الأنوار من بعد الظلامْ

إذ رأى في وجهِكِ بدرَ التمامْ

فطوى الآهات وانزاحَ الشجن * وغدى يعزفُ لحنَ الامنياتْ

ياغزالاً في ربى ( غماس*) قدْ

صابَ بالألحاضِ ذا القلبَ فقدْ

لكَ خدٌّ قد حكى الوردَ وقدْ

فيهِ عقلي يامنى روحي افتتنْ **وبهاتيكَ العيونِ الناعساتْ

أوَ ذا الياقوتُ أم ذي شفتينْ

أوَ نحرٌ هذا ام هذا لُجَينْ

خيزرانٌ فوقهُ رمانتينْ

قامَةٌ يخجلُ غصنُ البانِ أنْ ** يَحْكِها إن تأتي يوماً نسماتْ

قالَ لي ماتبغي مني يافتى

قلتُ وصلاً منكَ ياعمري متى

قالَ كلا قسماً في (هل أتى)

ماترى منِّي وصالاً لا ولنْ ** فأريقت فوقَ خدِّي العبراتْ

قالَ تبكي قلتُ أبكي طولَ عمري

وسأتلو في بحورِ الحزنِ شعري

قالَ مهلاً فلقدْ حطَّمتَ صبري

جنبَ ذا الشطِّ إذا الليلُ دجنْ ** فالقني واحذرْ عيوناً للوشاة

جئتُ للموعدِ والاحشاءُ تخفقْ

مذ رأت عيني لها صرتُ أصفقْ

فهيَ بدرٌ بسوادِ الليلِ يشرقْ

أيُّها القلبُ بلحنِ الشوقِ غَنْ * وأجلو عنكَ اليومِ كلّ الحسراتْ

عندَ روضٍ فاحَ ورداً وشقيقْ

قدْ روتْ ثغري بذياكَ الرحيقْ

آهِ ما اطيبها خمرةُ ريقْ

في هواها ذا الحشى والقلبُ جَنْ فغدتْ في وَسْطِ هذي الروحِ ذات




* غماس : ناحيةٌ في محافظةٍ الديوانية تكثرُ فيها البساتين

مناجاة

ناجَيتُ جُرْحَكَ قَدََْ طالَتْ مناجاتـي يا مَوطِنَ الصَبْرِ أنتَ

الذات في ذاتي

ناجَيتُ جُرْحَكَ والأحْزانُ تُلْهِمنـي حَتى اشتَرَكْتُ وَحُزْني

في أبتهالاتـي

ناجَيتُ جُرْحَكَ تَسْري فيَّ عاصفةٌ مِنَ الحَنانِ تَحُفُّ السيرَ

خُطْواتــــــي

أمشي وَأبْحَثُ في أوراقِ ذاكرتـي ألقى جِراحكَ صُبَّتْ في

جِراحاتـــــي

هذي دِمائُكَ قَدْ سالَتْ على جَسَدي بَلْ ذي دِمائيَ سالتْ



في مواساتـــــي

حَدِّث فَتِلكَ جِراحُ الكونِ ساجَــــدة تُهدي لِجُرحكَ آلافَ

التحيّـــــــــــاتِ

يا سيدَ الجُرح يا تأريخَ قافلـــــــــة باتَتْ تُراوِحُ في هَمٍ

ومأســـــــــــــاةِ

ماضيٍ كَئيبٌ به الأحْزان قد كَتَبَتْ تأريخَ أمْسِكَ ماذا يَكْتُبُ

الآتــــــــــي

إني لأنضرُ في عينيكَ يا وَطَنــــي فلا أرى غَيرَ أطوادَ

المصيبـــــــاتِ

أرى النَوائِبَ قَدْ سَلَّت خَناجِــــرَها طَعْناً بِجسمِكَ وَيحي أيَّ

طَعنـــــــاتِ

حَتَّىاستحى منْكَ كّفُّ الموت وانتحبت تَبَكْي الملائِك حُزناً في

السمــــــواتِ

أرى الذئابَ تَوارَت خَلْفَ أقنِعَـــةٍمن السياساتِ تُعْس

اً للسياســــــــــاتِ

فذاكَ نَخلُكَ قَدْ حُزَّت مناحِـــــــره وذي حُقولكِ باتَتْ

كالجنــــــــــازاتِ

وتلكَ بَغْداد قَدْ غابَتْ مفاتِنهـــــا لا أ سمَعَنَّ بها غيرَ

المناحــــــــــاتِ

وذي كُنوزُكَ من كفيكَ قد نُهِبَــــتْ أما بنوكَ فغرقى في

البليــــــــــــاتِ

ياناقة في بياضِ الصُبْحِ قَدْ عُقِرَتْ ما سَجّلَتْها سجلاتُ

الوَفيــــــــــــاتِ

ما هكذاالصَبْرُ ياتُرْبَ العراق وذا قَدْ باتَ يُحسَبُ مِنْ بابِ

الخطيئـــــاتِ

تلِْكَ التوابيتُ من فيها ومن حملت هم أخوتي في انفجار

واغتيــــــالاتِ

أوْدَعْتُ كََمْ فيكَ خلاً عند مقبـــرةٍ أمطرتها قبل أن أنأى

بدمعاتـــــــــــي

يا موطنَ الصبر قد فاضت جراحاتي حتى غدوت بها اتلوا

مناجـــــــــــاتي

تخميس مولودية عبد الرزاق عبد الواحد (يا يوم ميلاد الحسين)

روائع الشاعر العراقي الكبير ( عبد الرزاق عبد الواحد ) لن تنتهي

هنا تسوُّل لي نفسي للمرة الثانية ان اقتحم قصائد هذا العملاق

لأخمس قصيدته التي كتبها بمناسبة ميلاد سبط النبي الاكرم

أبي عبد الله الحسين :

أقدِّمها لرواد قسم الهمسات : مع الاعتذار للشاعر

العملاق على تطفل هذا القلم على عوالمه الجميلة


صوتٌ من الازلِ البعيدِ يُرتِّلِ وتُزلزلُ الدنيا فلا يتزلزلِ

كالفجرِ يجلو غيرَ ان لن ينجلي (هتفَ البشيرُ فقبل ابنكَ ياعلي

بالمعنيينِ مقبِّلٍ ومقبَّلِ)

أوَ شمسُ ذي ام ياترى ذا خدُّهُ أضحت نجومُ الكونِ تجثو عندهُ

هوَ اعظمٌ من ان يطاوَلَ حدُّهُ (يدري ويدري الله قبلُ وجدُّه

إيحاءَ مولدهِ بيومِ المقتلِ)

لاتسألنَّ على صفاتهِ إنَّما مامثلهِ بالكونِ مخلوقٌ سَما

هوَ في الوجودِ القلبُ صارَ كأنَّما ( طرفا هلالٍ قوسهُ عرضُ السما

في الفجرِ ذاكَ وذا بليلٍ أليلِ)

هوَ جدُّهُ المحمودُ خاتمُ مرسَلِ كلماتُ ربِّي عندهُ تتنزلِ

وأبوهُ حيدرُ كانَ وحدهُ جحفلِ ( طرفا هلالٍ مثلَ سيفٍ هائلِ

شطرَ السماء وضلَّ يصرخُ ياهلي

بدمي رسمتُ لكم طريقاً واضحا بدمي كتبتُ لكم خطاباً صادحا

انا لستُ ابغي نوائحاً وصوائحا ( بدمي فصلتُ الليل عن بلج الضحى

كي يستقيمُ فياسيوف تعجلي)

وُلدَ الحسين فيابلابلُ هلهلي والشمسُ فلتطرق حياً ولتخجلِ

ياشمسُ ذا نجلُ الهدى وابنُ الولي ( يايومَ ميلاد الحسين وهبت لي

شرف الدخول اليه اجمل مدخلِ)

ماذا حكى التاريخ بل ماذا حكتْ تلكَ الجراحُ وأيَّ صوتٍ اسمعتْ

كتبت سطوراً بالدماءِ تواترتْ ( أوَ كلَّما ذكر َ الحسين تقطّعت

أحشاؤنا وجعاً وصحنا ياعلي)

هوَ في شغافِ الروحِ صارَ ربيعُها هل للقلوبِ سوى الحسين ربوعُها

حتَّى البلادُ غدى الحسين ضلوعُها ( وكأنَّ اوجاع العراقِ جميعُها

إرثُ الحسينِ فثاكلٌ عن أثكلِ)

مولايَ جئتكَ والحشا منِّي ضمي في غيرِ حبِّكَ لايكونُ تنعمي

لكَ كنتُ أكتبُ والمداد غدى دمي ( ياسيِّدي نفسي فداكَ اجز فمي

وبغيرِ هذا الدمع أنطق مقوَلي )

لا ماتزلزلَ عنكَ فكري مرَّةً أنَّى وعندي قد غدوتَ قضيَّةً

يامن اليكَ الكونُ جاءَ مهابةً أنا راجفٌ جزَعاً فثبِّت لحظةً

قلمي على ورقي وثبِّت أنملي )


* الابيات بين الاقواس من مولودية عبد الرزاق
عبد الواحد ( يايوم ميلاد الحسين)

تاريخ حواء


أنا حواءُ ....

التي طالما إسمي ظلموه ولحقي غصبوه

كتبوا التأريخ كم بالزورِ شراً نحو اسمي نسبوه

وتناسو أنني أمُّ الحياة

وتناسو انني من يبقى طول الليل يبكي ويناغي

وتناسو انني حيناً حبيبه .... وأنا في أكثر الاحيان أمٌّ للحياة

إنني أشكو لكم كلَّ التواريخ التي قد ظلمتني

إنني أشكو اليكم بعض جزئي

قدَّ بالجلمود جزئي

من رأى مثليَ أمَّاً كانَ أولادها بعضاً يقتلون

ودماهم بينهم أضحت تراق

وأنا قد حرتُ مابينَ اثنتين

أترى أبكي قتيلاً ؟ أم ترى أبكي لقاتل

أم ترى أنعى صريعاً فوق هاتيكَ التراب

جندلته الحربُ مابينَ القبائل

كلُّ ذا من عاملِ الحقدِ وأفعال الحسدْ

نسجتها أحرفاً قد كونَّت لفضَ ( الأنا)

عندما أطلقها قابيل دهري

قد تلاها بعده قابيل في كل العصور

ودهوراً تأتي مابعد دهور ... وأنا أسفكُ دمعي وأعد الراحلين

فكأن القلب ماعاد به أيُّ حنين

ولحواء بقيَّةُ من حديث

الأحد، 22 فبراير 2009

مرثية

أمرُّ على ديارك في الجوارِ

ولستُ أشمُّ ضوعكَ في الديار

فتخرجُ من فؤادي ألفُ آهٍ

ويحكي القلب اوساط الصحاري

وقفت مرتلاً آيات حزني

فلاحَ اليوم للناس إنكساري

كتمت مدامعي كي لاتراني

عيونٌ كنت ارميها اصطباري

إلا أن هدني حمل الرزايا

بنائبة احدُّ من الشفار

إلا أين الفرار وأين أمضي

أمن كف الردى يغني فراري

فذاك الموت في صفحات أمسي

وهذا الموت أصبح بإنتضاري
أيُّها الراكب ظهر الصافنات********** حفَّ سيراً لعيونٍ كُحَلِ

وارنوا فيها زرقةً مثلَ البحرْ

شيم برقٌ فيها أو شيم قمرْ

إن رنت نحو صخورٍ وحجرْ

أصبحَ الصخرُ وروداً يانعاتْ********* وهي كانت من قديمٍ قاتلي

ولكم لحضٌ سبا أسد الفلا

ولكم ريمٌ لليثٍ قتَّلا

ما أكتفى بالقتل بل قد مثَّلا

أه من تلك اللحاض الرامياتْ ******** ليتني تسبني تلكَ المُقَلِ

ولكم جُلتُ على تلك الربوعْ

أبغي ريماً ربربٍ جدُّ وديعْ

وبه قد كمل الحُسنُ البديعْ

فإذا بي أرنوا نحو الراهباتْ********* جنبَ لبنان وتلَّ الكرملِ

ماحوت مثلها في الأندلسِ

فلها ضوءٌ كضوءِ الكُنَّسِ

قد يضي وسطَ ضلام ِ الحندسِ

فامتطيتُ اليومَ ظهرَ الصافناتْ******** وتوجهتُ لذاك المنزلِ

وسألتُ قالوا في تلكَ الكنيسه

ضبية الحُسنِ غدت فيها حبيسه

فدخلتُ فإذا فيها جليسه

ضبية ماوصفتها الكلماتْ********** لا ولامثلها في الشِعرِ تُلي

فلها خَدٌّ بلونِ الجُلُّنارْ

ولها في طرفِ عينيها أحورارْ

مارأت مثلها في الحزنِ نِزارْ

فدنوتُ وشفاهي ذابلاتْ********* رغم أن القربَ منها طابَ لي

ويكَ قالت ماترى من مثلي تبغي

أولم تسمعُ في الناسِ بلدغي

قلتُ أبغي اللثمَ في مفرقِ صُدغِ

ولك سيراً قطعتُ الفلواتْ******* راغباً بالوصلِ منك فصلي

ضحكتْ قالت أهل تبغي الهوى

فاصلب القلبَ على جذعِ الجوى

ما أنا ويلكَ والحُبُّ سوى

مذ دخلتُ بحشود الراهباتْ******* فاستحي ويلكَ من ذا المحفلِ
رد مع اقتباس

ألا من تشتكي الايام؟؟ّ

إلا من تشتكي الأيّام مهْلا

وهل في ساحةِ الأيّامِ عدْلا

حليفُ الصبرِ أنتَ وذاكَ فخرٌ

من الصبرِ الطويلِ فلن تمُلاَّ

نظرتكَ ياعظيمَ الجرحِ فرداً

تسيرُ وتحملُ الآهاتِ ثقْلا

عراقٌ ياملاذَ الروحِ دوماً

ويامأوىً به التاريخُ حَلاَّ

وياوطناً تعاضدت الليالي

عليهِ فاصبحت ترشقهُ نبلا

تكاثرت الخناجرُ فيكَ حتّى

غدت فيكَ الجراحُ جراحُ ثكلا

جراحٌ تجعلُ الولدانَ شيباً

وهماً يغدو فيه الشابُ كَهْلا

وأنتَ مظمخاً تمشي رويداً

وفيكَ تحاولُ الأيام قتْلا

ولاكِنَّ اصطباركَ كان طوداً

وهل يدنو لأعلى الطودِ سيلا


تبسم يا سَنا عمري..

تبسَّم ياسنا عُمري وأخجلْ نجمةَ الفجرِ

تبسَّم انتَ لي روضٌ وشحرورٌ على شجرِ

يغنِّي لحنَ أشواقي فيشرحُ دائماً صدري

ويعزفُ في الهوى نغماً غدى جَسَدي بهِ خَدرِ

تبسَّمْ ليسَ ذا بدرٌ ولكن وجهُكَ النضرِ

وهل ذا وردُ ياخلِّي ام انه خدُّكَ العطرِ

فؤادي والحشى يجثو امامَ الاعينِ الخُضْرِ

وذا ثغري وذا سُكري بثغركَ خلني خَمِرِ

أيا شمسي وياقمري وياترنيمةَ العمرِ

وياحُلماً به أحيا ويحيا بالرؤى شعري

تبسَّم انتَ عنواني وأنتَ منايَ ياعمري

غبار الزمان

تمرُّ السنين وتمضي الحياةْ وتطحننا مثلَ طحن الرحاةْ

وتنثرنا في مهبِّ الرياحْ غباراً وتطوى بنا الصفحاتْ

ونصبحُ في عالمِ اللا وجودْ كأن لم نكن في مكانٍ بناةْ

وتسحقنا أرجلُ القادمينْ كما قد سحقنا الذي هوَ فاتْ

تراباً بدأنا تراباً نعودْ ولاشيء كنَّا ونغدو رفاتْ

فلا انتَ تبقى ولا أنا أبقى ولايبقى منّا سوى الذكرياتْ

لعلَّ زمانَ الحقيقةِ يأتي وتهزمُ شمسُ الهدى الظلماتْ

سنصبحُ حينئذِ ههناك حروفاً وتجمعنا الكلماتْ

لأنَّ بذورَ الحقيقةِ فينا فمن ياتُرى يقطفُ الثمراتْ

ستذكرُنا شفةُ الذاكرين بأنَّا نطقنا بدهرِ السباتْ

وكنَّا كنخلِ العراقِ العظيم ومنِّا الصمود وفينا الثباتْ

ورثنا جراحات أرض العراق وتشهَدُ أوردةٌ نازفاتْ

لذلكَ لسنا غُبار الزمانْ ولسنا سبات ولسنا رفاتْ

بلا نحنُ قد اثخنتنا الجراح أرقنا الكثير من العبراتْ

ولكنَّ بذرتنا لن تموت ستبقى لأنَّها تُسقى الفراتْ

تمرُّ السنين وتمضي الدهور ونبقى لأنَّا عراق الحياةْ

أفطروا يا ناس قد لاح الهلال

مُذ تلاقينا بوقتِ الغسقِ سحرت قلبي بحسنِ وجمالْ

مالها في الكونِ كلا من نظير

جلَّ من صوَّرها نعمَ القديـــرْ

فلها وجهٌ جميلٌ مستنيـــــرْ

قُلْ أعُذْ صحتُ بربِّ الفلقِ أفطروا ياناسُ قد لاحَ الهلالْ

أفطروا ياناسُ قد راحَ الضما

ولقد هلا هلالينِ هُمـــــــا

وجهُ خلِّي وهلالٌ في السما

ولذا أصبحَ وجهي مُشرقِ راحَ دهرُ الصدِّ قد جاء الوصالْ

مرحباً يازهرَ عمري ومُنايا

أنت للقلبِ نشيداً وحكايا

أنت للنفسِ جذوراً ومرايا

أنت في سلَّمِ روحي ترتقي وبفكري أنت أحلى من خيالْ

أنتِ في صحراءِ أيَّاميَ واحه

غبطةٌ أنت وأفراحٌ وراحــــه

مُذ رآكِ القلب لم تبق جراحه

إذ طواها مثلَ طيِّ الورقِ وغدا يُنشِدُ في الشعرِ ارتجالْ

لكِ عهداً منه لن يهوى سواكِ

ياترانيمَ حياتي ومـــــــــــلاكِ

إنَّ عيدي اليومَ عيداً بلقــــاكِ

هاكِ عهداً لن يزلْ في عُنقي يبقى طول الدهر صبحاً وليالْ

فصليني كي أغني وأقــولْ

ياربيعَ العمرِ يا ابهى الفصولْ

ياغياثاً تهوى مرآهُ الحقـــولْ

لكِ ماكانَ خُذي ماقد بقي من حياةٍ ملككِ دونَ جـــــــدالْ

قد ترعتُ الحبَّ كأساً في الغسقْ

يومَ ما أصرتُ هاتيكَ الحــــــــدقْ

وشفاهاً هيَ مــــــــــن وردٍ أرقْ

أسكرتني ليتني لم أفقِ ليتني دمتُ على ذاكَ الثمالْ

ولذا غنَّا فؤادي ذا الغنـــــــــــاءْ

في قوافٍ (لامُ )( ميمٌ) ثمَّ ( حاء)

مطلعٌ قيلَ وذا القولُ انتهــــــاءْ

قُلْ أعُذ صحتُ بربِّ الفلقِ أفطروا ياناس قد لاحَ الهلالْ

أبتي العراق


مابين ذاكرتي وبينَ زمانيا وجعٌ تشضى في صروح قوافيا

وجعٌ بحجم الكون يحملُ خافقي ماذا أمام الكون يصبحُ صبريا

أنا من بحور الحزن وزن قصيدتي ولذا ترى فيها الجراح شواطيا

نغمٌ من الآهات تعزفٌ والأسى روحي فلاغير الأسى ألحانيا

فغدوت تطربني الجراح أشد من نغمات زريابٍ على أسماعيا

وغدوت تألفني الهموم فلا أرى لحناً سواها غاصَ في أجفانيا

لغةٌ مفككةٌ الرموز تناثرت ما الحرفُ فيها غير خيطٍ واهيا

ودم على أفق الزمان مبعثرٌ كتب الزمان مع الدماء تآخيا

أوَ يستطيعُ الحرفُ رسم حكايتي وحكايتي ممزوجة بدمائيا

سألملمُ الكلمات حرفاً جنبهُ حرفاً وأنثر جنبها أحشائيا

وسأرمي أوجاعي وهميَ جانباً وسأطوي أمسي والأسى وجراحيا

لأصوغ قافيةً تليقُ بموطنٍ ذا حبُّهُ في القلبِ سيلاً طاميا

وطنٌ الربيبع وغيره في الارض ما إلا الصقيع كذا أراه بعينيا

بل غيرهُ ليلٌ بدون كواكبٍ بل دونَ بدرٍ والعراقُ صباحيا

إني لأختزلُ الزمان به وهل عرفَ الزمان على المدى كعراقيا

مُذ كنتُ طفلاً والعراقُ أباً ليا رئةٌ وغيرهُ لا يكونُ هوائيا

هوَ سيدُ الصبرِ الطويل ووارثُ المجد الجليل وقائدٌ لركابيا

هوَ جرحُ هابيلٍ ودمعةُ آدم بل فوقَ أرضهِ سارَ كلُّ الأنبيا

هوَ ذلكَ الطورُ المقدسُ ماحوى إذ ذا الكليمُ به تسمَّرَ حافيا

هوَ ثورةُ البركان نجلُ محمدٍ سجد الزمان على ترابه هاويا

هو سجن موسى والقيودُ تقطعت أرأيت سجناً صار صرحاً عاليا

والسجنُ حيناً قد يكونُ محارةً وهل المحارُ سوى بيوتَ دراريا

أمنيات العمر

بين يومي وغدي والذكرياتْ

كلماتٌ يالها من كلماتْ

كلماتٌ طرَّزَ الحبُّ بها

في ربوع العمر أبهى الصفحاتْ

صفحاتٌ مذ تلى قلبي لها

طربت روحي لتلك النغماتْ

نغماتٌ قد حكت زقزقةً

لعصافير صباحٍ شادياتْ

شادياتٌ فوق أغصانٍ زهتْ

وسطَ روضٍ كل مافيه جميلْ

وجميلٌ إذ بذا الروضِ جرتْ

عين ماء إن تذقها زنجبيلْ

زنجبيل مرَّ كالغيث على

روض قلبي ياله من سلسبيلْ

سلسبيلٌ كشِفا محبوبتي

ا سواها من شِفا قلبي العليلْ

فعليل أنا لاكن الهوى

مُذ أتى أذهبَ عنَّي علتي

علتي قد دُحرت فانفجرت

فرحا وسط عيوني عبرتي

عَبرتي انسابت على الخدين مذ

أبصرت من اهوى جنبي نضرتي

نضرتي ان الهوى سر الوجودْ

وهو عنواني وهذي قصتي

قصتي قد خطها نبضُ الفؤادْ

فيها كان الحب مفتاحُ الحياةْ

وحياتي دونَ حبٍّ لم تكن

أبداً إلا صحاريٍ ضامئاتْ

ضامئاتٌ مرَّها غيثُ الغرام

فبها إخضرَّ نباتُ الامنياتْ

أمنياتُ العمرِ أحلى كلماتْ

كانَ فيها الحبُّ أبهى ذكرياتْ


الأمل البعيد

أوهل تبقَّى فيكَ شيئاً من حنينْ

يا أيُّها الوطنُ الذي طحنته مطحنة السنينْ

يا أيُّها اللغةُ المفككةُ التي نثرت شضاياها

فلا معنى بها للقارئين .

يارايةَ الأحزان قد نُصبت على كهفِ المواجعْ

فرنى اليها الناظرونَ بنظرةِ مُلأت أسىٍ

فتفجرت لغةُ المدامعْ

الله ........... مافعلت بكَ الأيامُ ياوطنَ العراق

ولأنتَ رغم الهمِّ ....

رغمَ الجرحِ ......

رغمَ النائباتْ .....

مازلتَ ترتقبُ الاملْ

أملٌ بعيدٌ قد يكون ختام ملحمةاصطبارْ

أملٌ اذا ماجاء يوماً

يقلبُ الليلَ الدجيَّ الى نهارْ

ويمزقُ البطلُ الذي له تنتظر ذاك الستارْ

وتطيحُ أقنعةُ الذين تلاعبوا بكَ ياعراق ....

تلكَ التي كانت على التقديس تحسبْ

امنارةَ الدنيا وكلُّ منارةٍ حاكت علاكَ

ستغدو يوماً زائلة

وطن الربيع وغير ارضك لم تكن

الا قفاراً أو صحاريٍ قاحله

السبت، 21 فبراير 2009

حُسين المجدُ والمجدُ حسينا

أيَّنما أمضي أراكْ

ياقتيلاً لمْ تَزلْ تجري دماكْ

في عروقي .... وعلى الأرضِ ... وفي الآفاقِ

في كلِّ المشاعرْ

أيُّها الصوتُ الذي يهتفُ في كلِّ الحناجرْ

يانخيلاً رفعَ الهامَ على طولِ الزمانْ

أفهلْ تجعلْكَ تحني الهامَ هاتيكَ العساكرْ

يافراتاً لم يزلْ يجري ويجري

أفهل يوقفكَ غدرُ الحقدِ أو حقداً لغادِرْ

أيُّها الشمسُ التي تبزغُ في كبدِ السماءْ

أفهلْ يحجبُ ذاكَ النور كفُّ السفهاءْ

أيُّها الحامل فوقَ النحرِ أحرار الحياة

ياحياةً ليسَ يدنوها المماتْ

أيُّها الحامل في صدركَ أسرارَ النبوءات القديمه

ومزاميرَ جميع الانبياءْ

فإذا مارُتِّلتْ في شفتيكَ الآي يبن الطاهرينْ

خشعتْ كلُّ قلوب الناس حتَّى وقعوا في الساجدينْ

أيَّ قلبٍ قد حوى صدرُكَ ياسبطَ ختام المرسلينْ

ذلكَ القلبُ الذي قد علَّمَ الكونَ

تراتيلَ الفداء...... وترانيمَ الإباءْ

أيَّ نفسٍ فيكَ ياقائدَ ركبَ الشهداءْ

أيُّها الفاتح بابَ المجدِ والخُلدِ بكفٍّ

أصبحت فيها الدماءْ

آيةً للمبصرينْ

فليمرُّ الدهر ولتمضي السنينْ

سوف يبقى اسمكَ رمزاً

عبَّدَ الدربَ لكلِّ الثائرين

فحُسينُ المجدُ والمجدُ حسين

وحسينُ الخُلدُ والخُلدُ حسينْ

هل اطلب خلا اياكِ ؟؟


هلْ أطلبُ خلاً إلاِّكِ يابلسمَ روحي وملاكي

ياعبقَ الزهرِ وزهرُ العمر أضوءُ الفجرِ محيَّاكِ

أم ذا الياقوتُِ وثمرُ التوتِ على سامٍ* أم ذي شفاكِ

بلْ روض الخدِّ شقيقَ الوردِ عبيراً للوردِ شذاكِ

أم قلبُ الرفقِ ولبُّ العشقِ وسمةُ الصدقِ بمعناكِ

بل شِعرُ الروحِ وخمرُ الروحِ ووحيُ الروحِ بمرآكِ

ياأجملَ طيفٍ مرَّ وضيفٍ حلَّ بطرفٍ يرعاكِ

قلبي يتشوقُ كي يتذوقُ حتَّى يغرقُ بهواكِ

ياأعذبَ نغماً غرَّدَ يوماً فغِنا الشحرورُ غِناكِ

صوتٌ خلابُ ندى ينسابُ كبلبلَ غابٍ رؤياكِ

نطقٌ كالماءِ وحرفُ الراءِ به لُثغٌ ذاكَ صداكِ

حِلفاً بعيونَكِ أهواكِ بالثغرِ فلن أهوى سواكِ

ناداكِ الشوقُ وناداني ناداني الشوقُ فناداكِ

هذي شفتيَّ كجمرٍ فيَّ غدت أطفيها بشفاكِ

يالُبَّ اللُبِّ وصوتُ الحُبِّ ونبضُ الخافقِ آخاكِ

مُرِّي كنسيمُ الصبحِ على شجرٍ قد مالَ ليلقاكِ

أنتِ لُبٌّ للروحِ فهل تطلبُ من خلٍ إلاكِ

أي الجراح تضمدون؟؟

أيَّ الجراحِ تضمدون ؟

وأنا مجرَّدُ تربة تحوي جراحات السنينْ

أيَّ الجراح تضمدون ؟

وأنا مجرَّدُ مركبٍ نقلَ الجراح على مدى الايام

من بلدٍ الى بلدٍ حزينْ

أيَّ الجراح تضمدون ؟

وأنا وريقاتُ الخريف تلاعبت فيها الرياح

وزورقٌ قد تاهَ وسطَ البحرِ يبحثُ عن حنينْ

أيَّ الجراح تضمدون ؟

خزفٌ أنا وضربتموني على الجدارِ

فويحكم ........

ماذا من الخزفِ المكسَّر والمبعثر في التراب تلملمون

أيَّ الجراح تضمدون ؟

وأنا بقيَّة موطنِ ذبحتهُ سكينُ العداةِ وعلَّقته في محلات

القصابه

ياللغرابه

وطنٌ يقطَّع لحمه وبنوه هم من يشترون

أيَّ الجراح تضمدون ؟

من قد رأى وطناً يقطَّع لحمه وبنوه

في كلِّ الاماكن والمواطن بالقدور بلحمه

هم يطبخون ويأكلون ويهتفون

ياأيُّها الوطنُ الجريح

عذراً فإنّا جائعون

هذي الجراح غدت بصدري مثلها أضحت بظهري

أينما أرنو أراكم انتمُ من تجرحون

أيَّ الجراح تضمدون ؟

ولأنتمُ سببُ الجراح وأنتمُ الجرحَ الحقيقيَّ الكبير

لأنكم

لاشيء

الا

صامتون ..... صامتون ..... صامتون

فمتى أجيبوا تنطقون ولا أراكم تنطقون

رؤيا

كأنِّي أراكَ .... ولَستُ أراكْ

لانكَ أعظَمُ من ان تراكْ

عيونٌ لعاصينَ أو مذنبين

ولكن

لانكَ شمسُ النهارْ

فماكنتَ تبخلْ بغعطاء نوركَ للمبصرين

كأنِّي أراكَ أبا الشهداءْ .... لواءاً يرفرفُ وسط الفضاء

وقد خُطَّ فيهِ بلونِ الدماء شعاراً يضلُّ برغمِ السنينْ

كأنِّي أراكَ ..... أراكَ بريقاً ... أراكَ صواعقَ تفني الطغاةْ

وأسمعُ صوتكَ يابن البتولْ نشيداً على ثغرِ كُلِّ الأباةْ

فمنكَ تعلَّمَ كُلُّ الانامْ

بأنَّ الشهادة ليست ممات ... وليسَ الحياةُ مع الضالمينَ

سوى الموتُ ذُلاً برغمِ الحياةْ

أيا هازماً لغةَ الباكراتْ ... وياجاعلاً للدماءِ لغات

وياصنعا للحقيقةِ صوتاً ... تهبُّ له الناسُ بعد السبات

كأنِّي أراك.... وكيفَ أراك

وانتَ بقلبيَ جرحاً يفيضُ دماءاً .. وينزفُ طولَ الدهور

وأسمعُ صوتكَ يابن البتولْ وانت تنادي ( ألا من نصيرْ)

أليسَ عجيباً بان تستجيرْ وانت بيومِ التنادِ المجيرْ

وتضمأ كيفَ أبا الشهداء ..... ونحوَ يمينكِ ترنو البحور

أيا صابراً في سبيلِ الحقيقةِ تعطي الصغيرَ وتعطي الكبيرْ

وتعطيَ ليثاً أخا في النوائبِ بدراً كانهُ وسط البدورْ

كأني أراك.. وأبغي لقاكْ ... واحرقُ روحي ... بنارِ هواكْ

ولكنَّكَ الشمسُ كيف الوصول إليكَ وأنَّى بلوغَ علاكْ

كوثر الحق


أيُّها الذاكر شوقاً قد سلفْ

ذهبَ العمرُ وكالبرقِ خطفْ

وأتى الشيبُ فهذا بازهُ

ملأ الفودَ وبالرأسِ تلفْ

واطوي كشحاً وانفض اليوم ردا

عن هوىً جاء ومن ثمّض زلفْ

انما الحبُّ الذي لاينتهي

ههنا في ربواتٍ بالنجفْ

ههنا آدمُ من قبل ثوى

ههنا موسى تحفّى ووقفْ

إذ رأى النورَ فاسرى نحوهُ

بخشوعٍ وخضوعٍ فارتجفْ

ههنا البابُ وما في البابِ من

بحرِ علمٍ منه ذا الكونُ اغترفْ

ههنا كوثرُ حقٍّ وتقى

أو يضمى من من الحقِّ ارتشفْ

ههنا الطور وجنبَ الطور قد

أشرقَ النور وحولَ الطور حفْ

ههنا حيدرُ خيرُ الناسِ من

بعد طه ولطه كان كفْ

بادَ جند الكفر بالسيف وقد

قاتل الكفار في أول صفْ

سل تجبك الحربُ عن ذابله

كم به حطَّم للكفر ترفْ

سل يجبك الجود عن اكرامه

كم إلى الأيتام قد قام وخفْ

سل يجبك الزهدُ عن أفعاله

رقَّع المإزر والنعلَ خصفْ

أو سل الأيّام كم لاقى بها

في سبيل الله لم يغمض طرفْ