الاثنين، 15 فبراير 2010

بوصلةُ الحَشى

تَخِذتْكَ قافلةََ الجراحِ دُروبـــا ****** وَكَستْكَ ألوانُ الهُمومِ شُحوبا
وتناوشتكَ منَ الوَراءِ خَناجراً ****** ومن الأمام سلاسلاً وخطوبا
نَضرتكَ عاصفةُ الحياةِ حَزينةً ****** وبكتك لكن علقتك صليبــــا
هي قاتلٌ ولأنتَ كُنتَ قتيلهــا ******* أنَّى ستغدو بثغرها مندوبا
جعلوك متكئاً لنيلِ مــــــآربٍ ******** فالكُلُّ منهم يدَّعيكَ قريـــبا
والكُلُّ في القنواتِ يصرخُ هاتفاً ******* أنا لا سوايَ سينقذُ المنكوبا
كلا وحقِّكَ لستَ أنتَ حبيبهـــم ******** لكنمَّا الكُرسيُّ كانَ حبيبا
أفهل عجيباً أن أراكَ مُغرَّبٌ ********* أم هل غريباً أن أراكَ عجيبا
يامن إليكَ تُشير بوصلة الحشى ******** ان لم تُشير فقطبها معطوبا
أعراقُ ياكَبشاً يتيهُ بغابةٍ ******** والشمسُ في أفقٍ تَرومُ غروبا
فوجٌ من المستذئبين عليه قد ********* حاموا فمن يتلوا عليك نحيبا
إلا حُميماتٍ تنوحُ من الأسى ********* فلعلَّ ربَّ الكائناتِ مجيبا
ليصبَّ في كُلِّ الجهاتِ بوارقاً ********* وتفوحُ في تلكَ الدُروبِ طُيوبا
ويردد الفجر الضحوك أغانياً ********* لبلابلٍ حنَّت إليكَ طَبيبا
يا قاهرَ الأيام أنت مسلَّةَ *********** تأريخُ أهلكِ بالدما مكتوبا

الخميس، 1 أكتوبر 2009

ضمير للبيع

بعني

ومن يسئلك قُل

بعتُ الضمير لكي أعيش

لكن أهل تلقى بذي الأيام من يشري الضمائر

من يشتري والناس ليس ينصتون الى هتافات الضمير

آهٍ من الزمنِ الحقيرْ

كم قُلت لك ياصاحبي أهجر أحاديث السياسه

واجري وراء الصاعدين الى الرئاسه

لايُحرجنَّك أن يقولوا أنت قد بعت الضمير

فلأنت في زمنٍ جديدٍ انه زمنُ النخاسه

زمنٌ به غدت النزاهة كالبضاعه

زمن به السلطات أضحت كالبضاعه

ياللفضاعه

وكما يُقال

حشرٌ لعيدٍ والأنام

بعني وعش

فالناس قد باعوا وعاشوا

أو فالقني ان شئت وسطَ المهملات

ياصاحبي

لاألفينَّك تُلقي نفسك في متاهات الحياة

بعني وابدلني بمأوىً في تأوي والصغار

يحميك من برد الشتاءْ

أو ان تشأ فالقيني وسط المهملات

إذ أنت لن تلقى بذي الأيام من يشري الضمائرْ

الأحد، 21 يونيو 2009

فاض شوق الروح

  • فاضَ شوقُ الروحِ لمَّا إنعطفا**** ركْبُنا للكرخِ ساعاتِ المَسا
  • فغَدا للروحِ ميناءُ الوفا فيهِ هذا القلبُ فلكٌ قدْ رسى
  • هامت الروح (بصوب) الكرخِ لا تبغي غيرَ الكرخِ مأوىً للغرامْ
  • باسمه القلبُ نشيداً قد تلا ولرؤياهُ على الوجهِ ابتسامْ
  • هوَ بدرٌ ضلمةُ العمرِ جلا مُذ للبِّ اللُبِّ قد أضحى مقامْ
  • قلبي عصفورٌ بكفَّيه غفا وسماءٌ كان فيها الكنَّسا
  • أفهَلْ إلاهُ للجرحِ شِفا هوَ فكرٌ حلَّ وسطَ الأرؤسا
  • بيتُ من أهواهُ في ذاكَ المكانْ إنَّ في رؤياهُ للروحِ المنى
  • حسنهُ يامن تسلْ حسنَ الجنانْ طاولَ العَليا اعتلاءً وسَنا

  • وحناناً ليسَ يحكيهِ الحنانْ أنا قدْ كنتُ هوَ وهْوَ أنا
  • هوَ لمْ يخفى ولكن قد خفا إذ لهذي الروح أضحى النَّفَسا
  • وهْوَ أصفى من لُجينٍ قد صفا مثلُ ذاكَ النجمَ شقَّ الحَندَسا
  • قسماً في من سعى واعتمرا وبمَنْ مِنْ بئرِ زمزمْ شربا
  • وبمنْ حلَّقَ أو قدْ قصَّرا وبمن مرَّ (بثورٍ ) و( قِبا)
  • وبأمِّ الروحِ بلْ أمِّ القُرى وبمنْ يقرأ فيها الكُتبا
  • وبمنْ في عرفاتٍ وقفا واكتسى الطورُ بما فيه اكتسى
  • إنَّ في الروحِ حنيناً قد طَفا ليسَ للشامِ ولا الاندلسا
  • إنَّما كانَ اشتياقي وحنيني نحو ذاك البيتِ في أمِّ القُرى
  • لهُ حبَّا قد جرى ماءُ شؤوني ولهُ قلبي من الصدرِ سرى
  • إنَّ رؤياهُ غدت قرَّةُ عيني بل غدى في ناضريَّ المِحْجَرا
  • أيُّها الساعون مابينَ الصفا أذكرونا فعسى ألفَ عسى
  • أن ننلْ مانلتمُ من شَرفا فيصيرُ العمرُ صبحاً مشمِسا

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

حسين المجد والمجد حسين


أيَّنما أمضي أراكْ
ياقتيلاً لمْ تَزلْ تجري دماكْ
في عروقي .... وعلى الأرضِ ... وفي الآفاقِ
في كلِّ المشاعرْ
أيُّها الصوتُ الذي يهتفُ في كلِّ الحناجرْ
يانخيلاً رفعَ الهامَ على طولِ الزمانْ
أفهلْ تجعلْكَ تحني الهامَ هاتيكَ العساكرْ
يافراتاً لم يزلْ يجري ويجري
أفهل يوقفكَ غدرُ الحقدِ أو حقداً لغادِر
ْأيُّها الشمسُ التي تبزغُ في كبدِ السماءْ
أفهلْ يحجبُ ذاكَ النور كفُّ السفهاءْ
أيُّها الحامل فوقَ النحرِ أحرار الحياة
ياحياةً ليسَ يدنوها المماتْ
أيُّها الحامل في صدركَ أسرارَ النبوءات القديمه
ومزاميرَ جميع الانبياءْ
فإذا مارُتِّلتْ في شفتيكَ الآي يبن الطاهرينْ
خشعتْ كلُّ قلوب الناس حتَّى وقعوا في الساجدينْ
أيَّ قلبٍ قد حوى صدرُكَ ياسبطَ ختام المرسلينْ
ذلكَ القلبُ الذي قد علَّمَ الكونَ تراتيلَ الفداء...... وترانيمَ الإباءْ
أيَّ نفسٍ فيكَ ياقائدَ ركبَ الشهداءْ
أيُّها الفاتح بابَ المجدِ والخُلدِ بكفٍّ أصبحت فيها الدماءْ
آيةً للمبصرينْ
فليمرُّ الدهر ولتمضي السنينْ
سوف يبقى اسمكَ رمزاً عبَّدَ الدربَ لكلِّ الثائرين
فحُسينُ المجدُ والمجدُ حسين وحسينُ الخُلدُ والخُلدُ حسينْ

الاثنين، 1 يونيو 2009

اشراقة الغدير

شوقٌ يفيض وبعض الشوق جبارُ بل قد حكاهُ بيوم البين اعصارُ
شوقٌ تآخى ودمعَ العينِ فانبجسا عينينِ ماء وأخرى وصفها نارُ
والشوقُ بالوصفِ ليسَ الوصفُ يدركهُ أنَّى يحطهُ إذاً سمعٌ وإبصارُ
بركانُ إن ثارَ لاتحصى له حممٌ طوفانُ نوحٍ وذي الاحشاءُ كفَّارُ
لمَّا سرى ضعنُ من اهواهُ في سحرٍ سارَ الفؤادُ مع الاضعانِ إذ ساروا
حتَّى اذا صالَ جيشُ الفجر وانتصرت جندُ النهار وجندُ الليلِ فرارُ
سائلتُ نفسي ألا ركباً فادركهم أم هل على عاديات الدهر انصارُ
حتَّى إذا لم أجد ركباً ليحملني ضاقت عليَّ برحبِ الارض ديَّارُ
من لي بدربي سوى الاقدام راحلتي والشوق زادي وذاك الشوق جبَّارُ
حتَّى إذا صابني في رحلتي نصبٌ لاماءَ عندي وغابت عنِّي آثارُ
جالت عيوني على الآفاق باحثةً عن ملجأٍ فيهِ ماءٌ لستُ احتارُ
هذا غديرُ مياهٍ بتُّ أنضرهُ فاقَ الجمالُ به حفتهُ اشجارُ
نحوَ الغدير مضيتُ اليوم هرولةً روَّيتُ نفسي وعادت فيَّ أفكارُ
لمَّا ( بخُمٍ) بامرِ الحقِّ أوقفهمْ طه الأمينُ من الرحمن مختارُ
نادى فمن كنتُ مولاهُ أبو حسنٌ مولاهُ وهوَ بيومِ الزحفِ كرارُ
بدرٌ يضيءُ طريقَ الناسِ في دلجٍ إن ساروا فيهِ فماتاهو ولاحاروا
روضٌ إذا مااتاهُ القلبُ مكتئباً لم يلقى من دونِ روضِ الله أسوارُ
كلُّ الجمالِ بذاكَ الروضِ مجتمعٌ كلٌّ وكلٌّ ولاتحصيهِ أشعارُ
كلُّ المشاهدِ قد باتت شواهده سلْ عنه بدراً بها الامجاد أخبارُ
كم قدَّ هامات جندَ الكفرُ فانكسرت ذئبٌ إذا صالَ منه المعزُ فرِّارُ
وبابُ خيبرَ جلَّت كفُّ قالعهِ لا مااستعانَ بغيرِ الله انصارُ
والمجدُ للكفِّ لاللسيفَ نعرفهُ إنَّ الحسامَ بفضلِ الكفِّ بتَّارُ
مولايَ ياكهفَ نفسي أنتَ معتمدي دوماً إذا عصفت ريحٌ واعصارُ
غثني فداكَ بجودٍ أنت مصدرهُ فكفكُ البحرُ قلبي ملؤهُ نارُ
اخمد فديتكَ جمر القلبَ ياأملي والجمرُ يُخمدُ إن يمسسهُ تيَّارُ
أسعف فديتكَ بالالهام خاطرتي كي اتلوا من بعضِ ماسطرتَ أسفارُ
نهجُ البلاغة ماذا فيه من عبقٍ سحرٌ وقيلَ من الالفاض إسحارُ
درٌّ من القولِ لادرَّاً يشاكلهُ حسنٌ جمالٌ ولاتحصيه أشعارُ
لفظٌ هوَ النهجُ في هذي الحياةِ وقدْ أضحى كبحرٍ وباقي اللفظ أغوارُ
والفخرُ للفكرِ لاللفظ ندركهُ كالغيث يسقي فتعطي الارض أثمارُ
ياسيَّدَ اللفظ ألفاظي اذا عجزت عن مدحِ شخصكَ أبغي منكَ إعذارُ
الشمسُ تحرقُ إن يدنوا لها جسدٌ لكن إذا مادَنى تعطيهِ انوارُ
والبحرُ يُغرقُ من يدنو بلا سفنٍ لكنَّ شوقي أرادَ اليومَ إبحارُ
حتَّى إذا تهتُ وسطَ البحر مضطرباً ناديتُ غثني فإني جنبكم جارُ

قرارات قد تكون بها رجعة

قرار
منذُ هذا اليوم أصدرتُ القرارلن أستقيم
فقد اكتشفت وبعد أن مرَّ الخريف بعمري الموبوء أن الانحناء
هو أقصر الطرق التي توصلك نحو الإنتهاء
ولذا فقد اصدرت هاتيك القرار لن أستقيم
قرار
لم يبقي عندي مما ملكت سوى بصيصٍ من ضمير
قررتُ ان امضي الى سوق النخاسة كي أبيع
لكنِّي شاهدتُ العجب
فلقد رأيت السوق في وضع الكساد
ولم أجد من يشتري
لكن وجدتُ كثير ممن قد يبيع
ولذا فقد أصدرت هاتيك القرار واحتفض فيما تبقى
من ضميري ولن أبيع
قرار
قررت ان أرمي ملفات اغتيال أبي وجدي والعشيرة في مهبِّ الريح
فأنا امرىءٌ قلبي رقيق
لا لن أطالب قاتلي بدمي
ولن امنعَ موكب السراق من ان يأخذوا من داري بعض
حقوقهم يالصُّ لاتعلوا الجدار
وهاك مفتاح الديارماشئتَ أن تاخذ فخذ فأنا وأنتَ على اتفاق

صوت الضمير ( مسرحية شعرية)


تمهيد
وهناكَ ..............في الأمسِ القريبْ والحقُّ مهضومٌ كئيبٌ فوقَ أعمدة الصليب
ْ
وهناكَ في الأمس القريبْ وسليلُ ماضغةَ الكبود يريدُ أن يرمي بنور الشمس في أفق

ِ المغيبْ وهناكَ في الأمس القريبْ هجمَ الجرادُ على حقول القمح واحترقت بساتين

النخيلْ وضجَّ ينتحبُ الفراتْ حتَّى تغيَّر كلَُ معنى في الحياة فالحبُّ لاطعمٌ به

والشوقُ لا طعمٌ به والصبحُ لاطعمُ به والليل لاطعمٌ به لاطعم إلا للمماتْ لكن

َّ أتباع الحقيقةِ بعدَ صبرٍ ثمَّ صبرٍ ثمَّ صبرٍ ثمَّ صبرشاءَ ربُّ الكون ان يفتح لهم

بابَ الفرجْ وأتى الغيثَ دراري بعد ماولَّى زمان الضمأ الموبوء في أرصفة العمر

المكسَّروأنقضى دهرُ الطواغيت وفرَّ الضالمون ولذاقد شكل العدل محاكم ستحاكم حقبة

التاريخ والمجد المزوَّر

المكان : حيث كل مكانٍ هوَ مكانٌ للانسان

الزمان : عندما يكون العدل هو الغالب وغيره مغلوب

أبطال المسرحيَّة : صوتُ الضمير , المدعي العام , القضاة (1 ,2 ,3)

يرفع الستار :يظهر على المسرح جمهور من الناس على جهة والمدعي العام على جهة

والقضاة في وسط المسرح القاضي الأول بعدَ ماولَّى زمانُ الكذبِ والتزوير في كل

ِّ التواريخ القديمه ومضى دهرٌ به ذاتُ الذي يروي التواريخ لئيمه عندما تعتذرُ الذات

على كلِّ جريمه راح ذاك الدهرُ ..... ولَّى جرسُ الانصاف دقْ وأتت محكمة التاريخ

كي تحكم بحقْ وأتى فُلكُ الحقيقه شقَّ في البحر طريقه القاضي الثاني : لسنا بعد الآن

نسمع لاعتذاراتٍ على سفك الدماءْسوف تبدأ جلسات الحق كي تحكم بانواع القضايا

ستعاقب لخطايا .... وستكشف عن خفايا خبئتها صحفُ التاريخ دهرا ولكم قال دعاة الحق

صبراالقاضي الثالث : اننا الآن بوقتٍ أعلنت فيه هتافاتُ الخليقه إننا نبغي الحقيقه ...

. إننا نبغي الحقيقه القاضي الأول: باسم الله والحق إنا سوف نعمل ونناضل وستبدأ هيئة

التحقيق لاتُسأل ولكن ستسائل سوف نستخدم صلاحياتنا ضدَّ الذي قد كان باطلْ نحن

ُ لانستخدم السوط ولكن عندنا خير معاولْ سنحطِّم فيها ماقد شادَ قبلُ الضالمون

وسنكنسهم بهاتيك المزابلْ جمِّعوهم ...... قيِّدوهم ....... وقفوهُم
(
يدخل حراس المحكمة وهم يسحبون جمع من البشر ذوي الوجوه السوداء)

يدير القاضي وجهه اليهم)

أوهل كنتم تضنون بأنَّ الحقَّ لايعلواخسئتم إنّه يعلو ويعلو ولأنتم تعلمون غير أن لم

تصبروا بل غركم ماتكسبون ولكم شدتم صروحاً فوق أجداث العباد فاستحال اليوم ماشدتم

هباءً ورماد( يدير وجهه صوب المدعي العام)أيُّها المدّعي فانهض واتلو باسم الحقّ

ِ ماتتلو ورتِّل قبل أن تتلو كلامك بعض آيات الكتاب المدعي (ينهض) : سيدي القاضي

باسم الله والعدل سأبدأوسأتلو آية الفتح وبعد الحمد أقرأ( يتلو سورة الفاتحة وآية

الفتح)سيدي القاضي لأني المدعي العام فاني أجو ان تقبلوا من عندي اعتذارإنني لمَّا

اطالب بحقوق الأمس إنما انصرُ أتباع الحقيقه إنني اطلب منكم تسمعون وسأعرض لكم

ماسوف اعرض ولانتم تحكمون القاضي الأول :أيُّها المدعي فاعرض ماتشاءوسنحكم

وفق آيات كتابٍ سنَّهُ ربُّ السماءْالمدَّعي :سيدي القاضي سأعرض لكم بضع نماذج

لستُ أعرض لكم الأشخاص كلا سوف أعرض لكمُ لبَّ القضايا والجواهرنتباحث فيها

بالمنطق حتَّى نأخذ الحقَّ لمن قد ضلموهُالقاضي الأول : أمَّا من كان من الظلاَّم

نوقفه هنانسمع منه ثمَّ نلقي الحجة اليوم عليه القاضي الثاني :اننا لن نتهاون ... لا ولسنا

نتراخى وسنعطي الحق أهل الحق دوماًالقاضي الثالث :إننا لاشيء نبغي غير اظهار

الحقيقه ثمَّ رفض الضالمين إنهم قد بلغوا الطغيان حتَّى أصبحوا في الهالكينالمدعي العام

: سادتي أنتمُ نبراس الحقيقه وبكم ينتصرُ المضلوم دوماًوبكم يردعُ ضالمْسادتي كم من ح

وادث في تواريخ الشعوب لم تدونها أكفُّ الكاتبين وحوادث قُلبت فيها الحقائقأو فقل قد

قلبوها وفق أمر الحاكمينْالقاضي الأول : فهنا قد أصبح المسروق سارق وهنا قد أصبح

المقتول قاتل وهناك أصبح الطاغوت خير الناس في ذاك الزمانالمدعي العام: كلّما قلت

ياسيدي القاضي صحيح انهم قد قلبوها وفق اهواء الذين انغمروا في وسط أنهار الأنا

نسجوا من ذي الأنا كلَّ خيوط الحقد والطغيان حتى اطلقوها منذ قارون الى ان وصل

الأمر الى أحقد حاقدالقاضي الأول:منذ ذاك اليوم حتَّى اليوم كم عاثوا فساداًولَكَمْ قد

شوَّهوا وجه العداله القاضي الثاني : ذهبوا كلهم لم يحرزوا غير سيول اللعنات ويحهم

ياليتهم كانوا عدم كان خيرا لهمُ من ذي الحياة القاضي الثالث :انهم قد غرقوا في بحر

حقدٍ لم يحبوا أبدا الا ذواتا لهم كانت جراثيم فسادالقاضي الأول :اسمحوا لي ايها السادة

بعدما طال النقاش ان أقول أيُّها المدعي فاعرض لنا أكبر انموذجَ مضلومٍ على وجه ا

لبسيطه المدعي العام : سوف أعرض لكم ُ الذي كم ضلموه كرة مابين اقدام حشود الحقد

في كلّ زمان تخذوه إنّهُ الشعب العراقي الذي منذ بدايات الخليقه والى ماقبل أن يظهر

يوم العدل مضلومٌ ومنكوبٌ وماكولٌ حقوقه القاضي الاول : أيُّها المدعي قد هيجت في

أحشائنا كل الجراحكم أباح الحقد من الشعب العراقيِّ دماءً لاتباحْ قتلوا الأخيار في كل

ّ مكانٍ فعلوها فعلوها في زمانٍ كلنا كان به في الصامتين القاضي الثاني : قذفوا الشعب

بآتون الحروب فحروباً سحقوا الانسان بها وحروباً دمّروا الفكر بها وحروباً جعلوا الدين

بها مثل اللقيمه وبأفواههم المعفونه يلتاكونها القاضي الثالث : نحن كلا لن ننام مثلما قد نام

قبل النائمون فاذا بالحاكمين وسخوا وجه الوطن خدّروا وسط صدور الشعب هاتيك

الضمائرالمدعي العام : أي وربي قد أناموا عند هذا الشعب في الصدر الضميركذَّبوا كم

كذَّبوا غير أن الشعب قد كان مجبورُ يصدقْصوت من خلف الستار : لم يكونوا مجبرين

إنما كانوا سكوتاً في زمانٍ كان يحتاج الى النطق الجلِّي القضاة والمدعي مجتمعين : انت

من ياصاحب الصوت

تكلَّم الصوت : إنني صوت الحقيقه انني المظلوم دوماً غير أني لم أكن في يوم ظالم انني

صوت الشعوب أنني صوت الضميرالقاضي الأول :كيف ياصوت الضمير نمت أعواما

ً طوالاوهل كانوا يُروونَك مُسكرْ أم تُرى قد صابك السلُّ العظالْ الصوت : أنا أبداً لم

أنم لا ولا في ذات يومٍ سأنامأنتمُ من كان نائم كلَّما أنهضُ فيكم تصفعوني كلّما أهتف

ُ فيكم تسكتونيكلَّما أرفعُ رأسي طالباً ان تصبحوا أحرار كنتم تذبحوني طالما جاملتمُ

باسمي وبعتوني باسواق النخاسه كي تحفوا الركض حُفياً نحو ساحات الرئاسه أخبرونا

من تُرى قد كان نائم المدعي والقضاة مجتمعين : كلُّنا قد كان نائم واذا راعينا وجهاً من

حقيقه سنقول أننا كنا مابين جبان متخاذل أو سكوتاً ينضرون أو حيارى ليس يدرون ماذا

يفعلونالصوت : فإذا إياكمُ اليوم تنامون جميعاً حطّموا اوهام ماشادت بكم هذي الأنا ثمّ

َ قوموا واهتفوا كي تبقوا أحراراً على طول الزمان سوف تبقون على طول الزمان
ْ
يسدل الستار

انتهت