الأحد، 22 فبراير 2009

أيُّها الراكب ظهر الصافنات********** حفَّ سيراً لعيونٍ كُحَلِ

وارنوا فيها زرقةً مثلَ البحرْ

شيم برقٌ فيها أو شيم قمرْ

إن رنت نحو صخورٍ وحجرْ

أصبحَ الصخرُ وروداً يانعاتْ********* وهي كانت من قديمٍ قاتلي

ولكم لحضٌ سبا أسد الفلا

ولكم ريمٌ لليثٍ قتَّلا

ما أكتفى بالقتل بل قد مثَّلا

أه من تلك اللحاض الرامياتْ ******** ليتني تسبني تلكَ المُقَلِ

ولكم جُلتُ على تلك الربوعْ

أبغي ريماً ربربٍ جدُّ وديعْ

وبه قد كمل الحُسنُ البديعْ

فإذا بي أرنوا نحو الراهباتْ********* جنبَ لبنان وتلَّ الكرملِ

ماحوت مثلها في الأندلسِ

فلها ضوءٌ كضوءِ الكُنَّسِ

قد يضي وسطَ ضلام ِ الحندسِ

فامتطيتُ اليومَ ظهرَ الصافناتْ******** وتوجهتُ لذاك المنزلِ

وسألتُ قالوا في تلكَ الكنيسه

ضبية الحُسنِ غدت فيها حبيسه

فدخلتُ فإذا فيها جليسه

ضبية ماوصفتها الكلماتْ********** لا ولامثلها في الشِعرِ تُلي

فلها خَدٌّ بلونِ الجُلُّنارْ

ولها في طرفِ عينيها أحورارْ

مارأت مثلها في الحزنِ نِزارْ

فدنوتُ وشفاهي ذابلاتْ********* رغم أن القربَ منها طابَ لي

ويكَ قالت ماترى من مثلي تبغي

أولم تسمعُ في الناسِ بلدغي

قلتُ أبغي اللثمَ في مفرقِ صُدغِ

ولك سيراً قطعتُ الفلواتْ******* راغباً بالوصلِ منك فصلي

ضحكتْ قالت أهل تبغي الهوى

فاصلب القلبَ على جذعِ الجوى

ما أنا ويلكَ والحُبُّ سوى

مذ دخلتُ بحشود الراهباتْ******* فاستحي ويلكَ من ذا المحفلِ
رد مع اقتباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق