الأربعاء، 4 مارس 2009

غزال في غماس


ليس غير الحب للقلب وطنْ * لا ولاغير الهوى للروح ذاتْ


مذ سرى قلبي بأفلاك الغرامْ

أبصرَ الأنوار من بعد الظلامْ

إذ رأى في وجهِكِ بدرَ التمامْ

فطوى الآهات وانزاحَ الشجن * وغدى يعزفُ لحنَ الامنياتْ

ياغزالاً في ربى ( غماس*) قدْ

صابَ بالألحاضِ ذا القلبَ فقدْ

لكَ خدٌّ قد حكى الوردَ وقدْ

فيهِ عقلي يامنى روحي افتتنْ **وبهاتيكَ العيونِ الناعساتْ

أوَ ذا الياقوتُ أم ذي شفتينْ

أوَ نحرٌ هذا ام هذا لُجَينْ

خيزرانٌ فوقهُ رمانتينْ

قامَةٌ يخجلُ غصنُ البانِ أنْ ** يَحْكِها إن تأتي يوماً نسماتْ

قالَ لي ماتبغي مني يافتى

قلتُ وصلاً منكَ ياعمري متى

قالَ كلا قسماً في (هل أتى)

ماترى منِّي وصالاً لا ولنْ ** فأريقت فوقَ خدِّي العبراتْ

قالَ تبكي قلتُ أبكي طولَ عمري

وسأتلو في بحورِ الحزنِ شعري

قالَ مهلاً فلقدْ حطَّمتَ صبري

جنبَ ذا الشطِّ إذا الليلُ دجنْ ** فالقني واحذرْ عيوناً للوشاة

جئتُ للموعدِ والاحشاءُ تخفقْ

مذ رأت عيني لها صرتُ أصفقْ

فهيَ بدرٌ بسوادِ الليلِ يشرقْ

أيُّها القلبُ بلحنِ الشوقِ غَنْ * وأجلو عنكَ اليومِ كلّ الحسراتْ

عندَ روضٍ فاحَ ورداً وشقيقْ

قدْ روتْ ثغري بذياكَ الرحيقْ

آهِ ما اطيبها خمرةُ ريقْ

في هواها ذا الحشى والقلبُ جَنْ فغدتْ في وَسْطِ هذي الروحِ ذات




* غماس : ناحيةٌ في محافظةٍ الديوانية تكثرُ فيها البساتين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق