الاثنين، 1 يونيو 2009

اشراقة الغدير

شوقٌ يفيض وبعض الشوق جبارُ بل قد حكاهُ بيوم البين اعصارُ
شوقٌ تآخى ودمعَ العينِ فانبجسا عينينِ ماء وأخرى وصفها نارُ
والشوقُ بالوصفِ ليسَ الوصفُ يدركهُ أنَّى يحطهُ إذاً سمعٌ وإبصارُ
بركانُ إن ثارَ لاتحصى له حممٌ طوفانُ نوحٍ وذي الاحشاءُ كفَّارُ
لمَّا سرى ضعنُ من اهواهُ في سحرٍ سارَ الفؤادُ مع الاضعانِ إذ ساروا
حتَّى اذا صالَ جيشُ الفجر وانتصرت جندُ النهار وجندُ الليلِ فرارُ
سائلتُ نفسي ألا ركباً فادركهم أم هل على عاديات الدهر انصارُ
حتَّى إذا لم أجد ركباً ليحملني ضاقت عليَّ برحبِ الارض ديَّارُ
من لي بدربي سوى الاقدام راحلتي والشوق زادي وذاك الشوق جبَّارُ
حتَّى إذا صابني في رحلتي نصبٌ لاماءَ عندي وغابت عنِّي آثارُ
جالت عيوني على الآفاق باحثةً عن ملجأٍ فيهِ ماءٌ لستُ احتارُ
هذا غديرُ مياهٍ بتُّ أنضرهُ فاقَ الجمالُ به حفتهُ اشجارُ
نحوَ الغدير مضيتُ اليوم هرولةً روَّيتُ نفسي وعادت فيَّ أفكارُ
لمَّا ( بخُمٍ) بامرِ الحقِّ أوقفهمْ طه الأمينُ من الرحمن مختارُ
نادى فمن كنتُ مولاهُ أبو حسنٌ مولاهُ وهوَ بيومِ الزحفِ كرارُ
بدرٌ يضيءُ طريقَ الناسِ في دلجٍ إن ساروا فيهِ فماتاهو ولاحاروا
روضٌ إذا مااتاهُ القلبُ مكتئباً لم يلقى من دونِ روضِ الله أسوارُ
كلُّ الجمالِ بذاكَ الروضِ مجتمعٌ كلٌّ وكلٌّ ولاتحصيهِ أشعارُ
كلُّ المشاهدِ قد باتت شواهده سلْ عنه بدراً بها الامجاد أخبارُ
كم قدَّ هامات جندَ الكفرُ فانكسرت ذئبٌ إذا صالَ منه المعزُ فرِّارُ
وبابُ خيبرَ جلَّت كفُّ قالعهِ لا مااستعانَ بغيرِ الله انصارُ
والمجدُ للكفِّ لاللسيفَ نعرفهُ إنَّ الحسامَ بفضلِ الكفِّ بتَّارُ
مولايَ ياكهفَ نفسي أنتَ معتمدي دوماً إذا عصفت ريحٌ واعصارُ
غثني فداكَ بجودٍ أنت مصدرهُ فكفكُ البحرُ قلبي ملؤهُ نارُ
اخمد فديتكَ جمر القلبَ ياأملي والجمرُ يُخمدُ إن يمسسهُ تيَّارُ
أسعف فديتكَ بالالهام خاطرتي كي اتلوا من بعضِ ماسطرتَ أسفارُ
نهجُ البلاغة ماذا فيه من عبقٍ سحرٌ وقيلَ من الالفاض إسحارُ
درٌّ من القولِ لادرَّاً يشاكلهُ حسنٌ جمالٌ ولاتحصيه أشعارُ
لفظٌ هوَ النهجُ في هذي الحياةِ وقدْ أضحى كبحرٍ وباقي اللفظ أغوارُ
والفخرُ للفكرِ لاللفظ ندركهُ كالغيث يسقي فتعطي الارض أثمارُ
ياسيَّدَ اللفظ ألفاظي اذا عجزت عن مدحِ شخصكَ أبغي منكَ إعذارُ
الشمسُ تحرقُ إن يدنوا لها جسدٌ لكن إذا مادَنى تعطيهِ انوارُ
والبحرُ يُغرقُ من يدنو بلا سفنٍ لكنَّ شوقي أرادَ اليومَ إبحارُ
حتَّى إذا تهتُ وسطَ البحر مضطرباً ناديتُ غثني فإني جنبكم جارُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق