الاثنين، 1 يونيو 2009

صوت الضمير ( مسرحية شعرية)


تمهيد
وهناكَ ..............في الأمسِ القريبْ والحقُّ مهضومٌ كئيبٌ فوقَ أعمدة الصليب
ْ
وهناكَ في الأمس القريبْ وسليلُ ماضغةَ الكبود يريدُ أن يرمي بنور الشمس في أفق

ِ المغيبْ وهناكَ في الأمس القريبْ هجمَ الجرادُ على حقول القمح واحترقت بساتين

النخيلْ وضجَّ ينتحبُ الفراتْ حتَّى تغيَّر كلَُ معنى في الحياة فالحبُّ لاطعمٌ به

والشوقُ لا طعمٌ به والصبحُ لاطعمُ به والليل لاطعمٌ به لاطعم إلا للمماتْ لكن

َّ أتباع الحقيقةِ بعدَ صبرٍ ثمَّ صبرٍ ثمَّ صبرٍ ثمَّ صبرشاءَ ربُّ الكون ان يفتح لهم

بابَ الفرجْ وأتى الغيثَ دراري بعد ماولَّى زمان الضمأ الموبوء في أرصفة العمر

المكسَّروأنقضى دهرُ الطواغيت وفرَّ الضالمون ولذاقد شكل العدل محاكم ستحاكم حقبة

التاريخ والمجد المزوَّر

المكان : حيث كل مكانٍ هوَ مكانٌ للانسان

الزمان : عندما يكون العدل هو الغالب وغيره مغلوب

أبطال المسرحيَّة : صوتُ الضمير , المدعي العام , القضاة (1 ,2 ,3)

يرفع الستار :يظهر على المسرح جمهور من الناس على جهة والمدعي العام على جهة

والقضاة في وسط المسرح القاضي الأول بعدَ ماولَّى زمانُ الكذبِ والتزوير في كل

ِّ التواريخ القديمه ومضى دهرٌ به ذاتُ الذي يروي التواريخ لئيمه عندما تعتذرُ الذات

على كلِّ جريمه راح ذاك الدهرُ ..... ولَّى جرسُ الانصاف دقْ وأتت محكمة التاريخ

كي تحكم بحقْ وأتى فُلكُ الحقيقه شقَّ في البحر طريقه القاضي الثاني : لسنا بعد الآن

نسمع لاعتذاراتٍ على سفك الدماءْسوف تبدأ جلسات الحق كي تحكم بانواع القضايا

ستعاقب لخطايا .... وستكشف عن خفايا خبئتها صحفُ التاريخ دهرا ولكم قال دعاة الحق

صبراالقاضي الثالث : اننا الآن بوقتٍ أعلنت فيه هتافاتُ الخليقه إننا نبغي الحقيقه ...

. إننا نبغي الحقيقه القاضي الأول: باسم الله والحق إنا سوف نعمل ونناضل وستبدأ هيئة

التحقيق لاتُسأل ولكن ستسائل سوف نستخدم صلاحياتنا ضدَّ الذي قد كان باطلْ نحن

ُ لانستخدم السوط ولكن عندنا خير معاولْ سنحطِّم فيها ماقد شادَ قبلُ الضالمون

وسنكنسهم بهاتيك المزابلْ جمِّعوهم ...... قيِّدوهم ....... وقفوهُم
(
يدخل حراس المحكمة وهم يسحبون جمع من البشر ذوي الوجوه السوداء)

يدير القاضي وجهه اليهم)

أوهل كنتم تضنون بأنَّ الحقَّ لايعلواخسئتم إنّه يعلو ويعلو ولأنتم تعلمون غير أن لم

تصبروا بل غركم ماتكسبون ولكم شدتم صروحاً فوق أجداث العباد فاستحال اليوم ماشدتم

هباءً ورماد( يدير وجهه صوب المدعي العام)أيُّها المدّعي فانهض واتلو باسم الحقّ

ِ ماتتلو ورتِّل قبل أن تتلو كلامك بعض آيات الكتاب المدعي (ينهض) : سيدي القاضي

باسم الله والعدل سأبدأوسأتلو آية الفتح وبعد الحمد أقرأ( يتلو سورة الفاتحة وآية

الفتح)سيدي القاضي لأني المدعي العام فاني أجو ان تقبلوا من عندي اعتذارإنني لمَّا

اطالب بحقوق الأمس إنما انصرُ أتباع الحقيقه إنني اطلب منكم تسمعون وسأعرض لكم

ماسوف اعرض ولانتم تحكمون القاضي الأول :أيُّها المدعي فاعرض ماتشاءوسنحكم

وفق آيات كتابٍ سنَّهُ ربُّ السماءْالمدَّعي :سيدي القاضي سأعرض لكم بضع نماذج

لستُ أعرض لكم الأشخاص كلا سوف أعرض لكمُ لبَّ القضايا والجواهرنتباحث فيها

بالمنطق حتَّى نأخذ الحقَّ لمن قد ضلموهُالقاضي الأول : أمَّا من كان من الظلاَّم

نوقفه هنانسمع منه ثمَّ نلقي الحجة اليوم عليه القاضي الثاني :اننا لن نتهاون ... لا ولسنا

نتراخى وسنعطي الحق أهل الحق دوماًالقاضي الثالث :إننا لاشيء نبغي غير اظهار

الحقيقه ثمَّ رفض الضالمين إنهم قد بلغوا الطغيان حتَّى أصبحوا في الهالكينالمدعي العام

: سادتي أنتمُ نبراس الحقيقه وبكم ينتصرُ المضلوم دوماًوبكم يردعُ ضالمْسادتي كم من ح

وادث في تواريخ الشعوب لم تدونها أكفُّ الكاتبين وحوادث قُلبت فيها الحقائقأو فقل قد

قلبوها وفق أمر الحاكمينْالقاضي الأول : فهنا قد أصبح المسروق سارق وهنا قد أصبح

المقتول قاتل وهناك أصبح الطاغوت خير الناس في ذاك الزمانالمدعي العام: كلّما قلت

ياسيدي القاضي صحيح انهم قد قلبوها وفق اهواء الذين انغمروا في وسط أنهار الأنا

نسجوا من ذي الأنا كلَّ خيوط الحقد والطغيان حتى اطلقوها منذ قارون الى ان وصل

الأمر الى أحقد حاقدالقاضي الأول:منذ ذاك اليوم حتَّى اليوم كم عاثوا فساداًولَكَمْ قد

شوَّهوا وجه العداله القاضي الثاني : ذهبوا كلهم لم يحرزوا غير سيول اللعنات ويحهم

ياليتهم كانوا عدم كان خيرا لهمُ من ذي الحياة القاضي الثالث :انهم قد غرقوا في بحر

حقدٍ لم يحبوا أبدا الا ذواتا لهم كانت جراثيم فسادالقاضي الأول :اسمحوا لي ايها السادة

بعدما طال النقاش ان أقول أيُّها المدعي فاعرض لنا أكبر انموذجَ مضلومٍ على وجه ا

لبسيطه المدعي العام : سوف أعرض لكم ُ الذي كم ضلموه كرة مابين اقدام حشود الحقد

في كلّ زمان تخذوه إنّهُ الشعب العراقي الذي منذ بدايات الخليقه والى ماقبل أن يظهر

يوم العدل مضلومٌ ومنكوبٌ وماكولٌ حقوقه القاضي الاول : أيُّها المدعي قد هيجت في

أحشائنا كل الجراحكم أباح الحقد من الشعب العراقيِّ دماءً لاتباحْ قتلوا الأخيار في كل

ّ مكانٍ فعلوها فعلوها في زمانٍ كلنا كان به في الصامتين القاضي الثاني : قذفوا الشعب

بآتون الحروب فحروباً سحقوا الانسان بها وحروباً دمّروا الفكر بها وحروباً جعلوا الدين

بها مثل اللقيمه وبأفواههم المعفونه يلتاكونها القاضي الثالث : نحن كلا لن ننام مثلما قد نام

قبل النائمون فاذا بالحاكمين وسخوا وجه الوطن خدّروا وسط صدور الشعب هاتيك

الضمائرالمدعي العام : أي وربي قد أناموا عند هذا الشعب في الصدر الضميركذَّبوا كم

كذَّبوا غير أن الشعب قد كان مجبورُ يصدقْصوت من خلف الستار : لم يكونوا مجبرين

إنما كانوا سكوتاً في زمانٍ كان يحتاج الى النطق الجلِّي القضاة والمدعي مجتمعين : انت

من ياصاحب الصوت

تكلَّم الصوت : إنني صوت الحقيقه انني المظلوم دوماً غير أني لم أكن في يوم ظالم انني

صوت الشعوب أنني صوت الضميرالقاضي الأول :كيف ياصوت الضمير نمت أعواما

ً طوالاوهل كانوا يُروونَك مُسكرْ أم تُرى قد صابك السلُّ العظالْ الصوت : أنا أبداً لم

أنم لا ولا في ذات يومٍ سأنامأنتمُ من كان نائم كلَّما أنهضُ فيكم تصفعوني كلّما أهتف

ُ فيكم تسكتونيكلَّما أرفعُ رأسي طالباً ان تصبحوا أحرار كنتم تذبحوني طالما جاملتمُ

باسمي وبعتوني باسواق النخاسه كي تحفوا الركض حُفياً نحو ساحات الرئاسه أخبرونا

من تُرى قد كان نائم المدعي والقضاة مجتمعين : كلُّنا قد كان نائم واذا راعينا وجهاً من

حقيقه سنقول أننا كنا مابين جبان متخاذل أو سكوتاً ينضرون أو حيارى ليس يدرون ماذا

يفعلونالصوت : فإذا إياكمُ اليوم تنامون جميعاً حطّموا اوهام ماشادت بكم هذي الأنا ثمّ

َ قوموا واهتفوا كي تبقوا أحراراً على طول الزمان سوف تبقون على طول الزمان
ْ
يسدل الستار

انتهت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق