الاثنين، 15 فبراير 2010

بوصلةُ الحَشى

تَخِذتْكَ قافلةََ الجراحِ دُروبـــا ****** وَكَستْكَ ألوانُ الهُمومِ شُحوبا
وتناوشتكَ منَ الوَراءِ خَناجراً ****** ومن الأمام سلاسلاً وخطوبا
نَضرتكَ عاصفةُ الحياةِ حَزينةً ****** وبكتك لكن علقتك صليبــــا
هي قاتلٌ ولأنتَ كُنتَ قتيلهــا ******* أنَّى ستغدو بثغرها مندوبا
جعلوك متكئاً لنيلِ مــــــآربٍ ******** فالكُلُّ منهم يدَّعيكَ قريـــبا
والكُلُّ في القنواتِ يصرخُ هاتفاً ******* أنا لا سوايَ سينقذُ المنكوبا
كلا وحقِّكَ لستَ أنتَ حبيبهـــم ******** لكنمَّا الكُرسيُّ كانَ حبيبا
أفهل عجيباً أن أراكَ مُغرَّبٌ ********* أم هل غريباً أن أراكَ عجيبا
يامن إليكَ تُشير بوصلة الحشى ******** ان لم تُشير فقطبها معطوبا
أعراقُ ياكَبشاً يتيهُ بغابةٍ ******** والشمسُ في أفقٍ تَرومُ غروبا
فوجٌ من المستذئبين عليه قد ********* حاموا فمن يتلوا عليك نحيبا
إلا حُميماتٍ تنوحُ من الأسى ********* فلعلَّ ربَّ الكائناتِ مجيبا
ليصبَّ في كُلِّ الجهاتِ بوارقاً ********* وتفوحُ في تلكَ الدُروبِ طُيوبا
ويردد الفجر الضحوك أغانياً ********* لبلابلٍ حنَّت إليكَ طَبيبا
يا قاهرَ الأيام أنت مسلَّةَ *********** تأريخُ أهلكِ بالدما مكتوبا